٧ - الانتداب البريطاني على فلسطين والهجرة اليهودية إليها:
لما كانت دول الحلفاء الرئيسية قد اتفقت تنفيذًا لنصوص المادة (٢٢) من عهد عصبة الأمم على أن تعهد إلى دولة منتدبة تختارها الدول المذكورة لإدارة شؤون فلسطين التي كانت تابعة للسلطة العثمانية ضمن الحدود التي تعنيها الدول المذكورة، ولما كانت دول الحلفاء الرئيسية قد وافقت أيضًا على أن تكون الدول المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي صرحت به حكومة جلالة ملك بريطانيا في (٢) تشرين ثاني نوفمبر ١٩١٧م، وصادقت عليه الدول المذكورة، بأن ينشأ في فلسطين وطن قومي للشعب اليهودي، مع البيان الجلي بألا يفعل شيئًا يضر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين الآن، ولا الحقوق والمركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى. ولما كان ذلك اعترافًا بالصلة التاريخية التي تصل الشعب اليهودي بفلسطين، والبواعث التي تبعث على إعادة إنشاء وطنهم القومي في تلك البلاد، ولما كانت دول الحلفاء اختارت الحكومة البريطانية لتكون الدولة المنتدبة لفلسطين ولما كان صك الانتداب لفلسطين قد صيغ في النصوص التالية، وعرض على مجلس عصبة الأمم لموافقته عليه، ولما كانت الحكومة البريطانية قد قبلت الانتداب على فلسطين، وتعهدت بتنفيذه بالنيابة عن عصبة الأمم طبقًا للنصوص والشروط المبينة في ملحق خاص ضمن ملاحق هذه الرسالة، فقد تم كل ذلك دون الرجوع إلى الشعب العربي الفلسطيني، وبموجب الانتداب أصبح المندوب السامي البريطاني رئيسًا للإدارة الفلسطينية، تساعده في حكم البلاد حكومة انتداب، ومعظم أعضاء هذه الحكومة من البريطانيين واليهود، والواقع هو أن الانتداب كان المظلة القانونية الدولية لتهويد فلسطين العربية، ومنح الصهاينة الحق في استقدام المهاجرين اليهود، واستملاك الأراضي، وإقامة المستعمرات (المستوطنات) وتزويدها بالسلاح.