للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا فاعلًا وخطيرًا في تسهيل عملية هجرة الغرباء اليهود إلى فلسطين في عهد رئيسها هاري ترومان، فبعد عودته من بوتسدام، كشف عن الموقف الذي اتخذه من فلسطين في مؤتمر صحفي عقد في (١٦) أوت ١٩٤٥م بقوله: "إنه يدافع عن استيطان حر ومفتوح لليهود في فلسطين، إلى النقطة التي تتفق مع حفظ السلام والأمن". وترومان بتصريحه هذا قد سجل على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية معارضتها للكتاب الأبيض البريطاني، الذي أصدره تشرشل وزير المستعمرات البريطاني في شهر يونيو حزيران ١٩٢٢م، الذي قال فيه: "إن بريطانيا لا تفكر قط بإخضاع أو محو السكان العرب أو القضاء على لغتهم وآدابهم في فلسطين، بجملتها، وجعلها وطنًا قوميًّا لليهود، بل إنما تعني بأن وطنًا كهذا يؤسس في فلسطين ".

وأضاف تشرشل في كتابه الأبيض ذاك قائلًا: "ومما يلاحظ بسرور فيما يتعلق بهذا الأمر أن المؤتمر الصهيوني الذي عقد في (كارلسبار) في شهر أيلول سنة ١٩٢١م، وهو المجلس الأعلى المسيطر على الجمعية الصهيونية، اتخذ قرارًا أعرب فيه رسميًّا عن المقاصد الصهيونية، جاء فيه: إن الشعب اليهودي عقد النية على أن يعيش مع الشعب العربي باتحاد واحترام متبادلين، وأن يسعيا معًا لجعل هذا الوطن المشترك زاهرًا بحيث يضمن تجديده الرقي القومي لكل من الشعبين بسلام". وحين طلب ترومان من (اتلي) ، الذي جاء على رأس الحكومة البريطانية بعد ونستون تشرشل وفوز العمال بالانتخابات إدخال مائة ألف يهودي إلى فلسطين في ٣١ أوت ١٩٤٤م، فإنه - أي ترومان - قد سجل أول خطوة إيجابية نيابة عن الصهيونية على الطريق إلى تحقيق أهدافها، وقد جاء هذا الطلب بناءً على تقرير رفعه المستر (ايرل ج. هاريسون) عميد كلية الحقوق في بنسلفانيا، وممثل اللجنة الحكومية لتقصي شؤون اللاجئين اليهود، وكان ترومان قد أوفده إلى أوروبا في حزيران ليبحث أوضاع النازحين لا يمكن إرجاعهم إلى أوطانهم وخاصة اللاجئين اليهود منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>