وهكذا ومنذ ذلك الحين أصبح موقف ترومان هذا هو الموقف الرسمي للبيت الأبيض، ومن جهة أخرى فالحكومة الأمريكية كانت تبدي استعدادها للمشاركة في تنفيذ مثل هذه السياسة، الأمر الذي سبب الضيق للحكومة البريطانية.
وهكذا ظهر ترومان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على أنه صهيوني أكثر من الصهاينة، لأنه أدرك معنى هجرة اليهود إلى فلسطين، وبالتالي أدرك معنى أن يصبح اليهود أكثرية في فلسطين، إذ إن هذا كله يجعل من فلسطين يهودية، وهذا يعني سهولة جعل فلسطين بعد تهويدها منطقة نفوذ أمريكية، لأن ترومان كان يدرك أكثر من غيره استعداد اليهود لأن يكونوا مطايا للإمبريالية، خاصة وأنه لابد وقد وصله ما كان قد صرح، ملخصًّا ذلك الاستعداد لخدمة الإمبريالية، الزعيم الصهيوني (ماكس نورداو) ، أحد مؤسسي الحركة الصهيونية، وزميل هرتزل، لخص في الاحتفال الذي أقيم بعد صدور وعد بلفور حقيقة مهمة، هي دور الصهيونية في خدمة الإمبريالية، حين قال مخاطبًا البريطانيين:"إننا نعرف ماذا تريدون منا، تريدون منا أن نحمي مواصلاتكم الإمبراطورية، ونحن مستعدون لذلك، لكن يجب إعطاؤنا القوة اللازمة".