للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل هذه الظروف كانت تتطلب فلسفة وشعارًا إنسانيًّا عالميًّا تطرح أمريكا فيه نفسها رائدة لحضارة إنسانية ومستقبل بشري رائع فتخرج عن انزوائها إلى قيادة العالم، وتعمق فلسفتها الرأسمالية القائمة على الحرية الفردية، وتنافس النظرية الشيوعية بنظرية إنسانية يسيل لها لعاب المحرومين أيضًا.

على أن الشعوب المحرومة يجب أن تعطى حقًّا شبه وهمي لتقول كلمتها، فكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعبيرًا عن التساوي في الأصوات بين أمريكا وبورما مثلًا، أما القوة والتسلط فتخص به القوى العظمى المنتصرة من خلال مجلس الأمن وحق (الفيتو) .

هكذا إذن يتصور المشككون في هذا الإعلان الدوافع الحقيقية.

إلا أنه -على أية حال - يمثل بلا ريب نقلة كبرى على صعيد الاعتراف الرسمي الدولي ب حقوق الإنسان، الأمر الذي لا يمكن إنكاره رغم كل نقاط الضعف فيه كما سيبدو لنا -فيما يلي من بحوث.

<<  <  ج: ص:  >  >>