عندما ندرس المقدمة التي تبين الأسس التي يقوم عليها نظام الحقوق نجدها متقدمة جدًّا ومنطقية جدًّا في مجال الربط بين المسألتين الآنفتين، حتى ليمكننا أن نستفيد منها بسهولة كل الحقوق المذكورة في الإعلان منها.
الأساس الأول:
فالأساس الأول هو الإيمان بالله تعالى وصفاته الكمالية، وأن:
(خلق كل شيء، هبة النعم كلها، خلق الإنسان في أحسن تقويم، الكرم، منح الإنسان الخلافة، إيكال العمارة له، وضع أمانة التكاليف على عاتقه، تسخير الكون له) .
كلها تصورات تشكل أساسًا للإيمان بحق الإنسان في الحياة، في إعمار الأرض، في حمل التكليف، في الاستفادة من الكون، بل يمكننا أن نستفيد من كل الحقوق من هذا المقطع.
الأساس الثاني:
هو التصديق بالإسلام الهادي، الإسلام دين الحق، دين الرحمة للعالمين، دين التحرير للمستعبدين، والتحطيم للطواغيت، دين المساواة إلا بالتقوى، دين إلغاء الفوارق والكراهية بين الناس الذين خلقهم الله من نفس واحدة.
وللباحث أن يستنبط من هذه الأسس أيضًا أهم الحقوق الفردية والاجتماعية:(حق طلب التعاون والرحمة، حق الحرية، حق المقارعة ضد الطواغيت، حق المساواة) .
والأساس الثالث:
عقيدة التوحيد الخالص (العبادة لله وحده، والتحرر من سواه، مما يستدعي الحرية المسؤولة والكرامة) .