وإلى هذا المعنى أشار ابن عاصم في نظمه مرتقى الوصول إلى الضروري من الأصول حين قال:
والفرض مقسوم إلى نوعين
فرض كفاية وفرض عين
فما على الأعيان فرضه كتب
فذاك فرض العين ليس ينقلب
وما على الجملة كالجهاد
فرض كفاية على العباد
يسقط عن كل إذا البعض فعل
ويأثم الجميع إن هو انهمل
وفي إطار ذكر فرض الكفاية في مجال التعليم، عدد الفقهاء جميع الشعب التي تتعرض إليها المناهج التعليمية اليوم، وأكدوا على وجوب تعليمها، وجعلوا تعلم ساعة أفضل من العبادة سبعين سنة، وفي الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد جماعتين، كل واحدة منها في ناحية، إحداهما انهمك أصحابها في العبادة والأذكار والدعوات، والأخرى يتعلم بعضهم من بعض، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:((هؤلاء يطلبون الله إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون وإنما بعثت معلمًا)) (١) أو كما قال، ثم مال إلى المتعلمين وجلس معهم.