ولهذا يمكن أن نخرج من هذه الجولة في بعض النماذج بأن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان بكثير من القيم والمثل والضمانات التي أعطتها له، كما نصل إلى قناعة، هي أن التشريع الإسلامي غني بنظرياته وأحكامه، محتاج إلى أن يقدم من طرف أبنائه لإنسان العصر الذي أصبح تتجاذبه تيارات ونوازع وشيكة أن تنزلق به في متاهة الممارسات البهيمية، التي أصبح من تنقصهم التربية الأخلاقية يحشرونها في ممارسة الحقوق الطبيعية للإنسان، والتي إن مارسها دون وازع الأخلاق واحترام بعض المبادئ، سيفقد ميزة التكريم التي منحه الخالق، فكل تجاسر على تعاطي المحرمات يستبعد به عن ميزته الإنسانية ويحشره في عداد البهائم.
لذا ومن منطلق الحيرة التي حجبت عن إنسان الحضارة المادية كل الأفق التي نمت فيها الخلق المثلى، يكون من واجب المسلمين اليوم إعداد منهج أخلاقي يضبط أخلاق وقيم أبناء المستقبل، والتي لن تجد الإنسانية مرشدًا إليها أعدل ولا أرحم ولا أكثر تسامحًا من الإسلام، إن وجد أتباعًا يستطيعون تبليغه ويعطون النموذج الأسمى بتطبيق نصوصه على أنفسهم أولًا وعلى الكون ثانيًا باستطاعة تعريفه بحقائق الإسلام.