للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

الفروق الأساسية بين التشريع الجنائي الإسلامي

والتشريع الوضعي

قد يكون من المناسب أن نذكر هنا عدة فروق بين التشريع الجنائي الإسلامي والتشريع الوضعي، ومن خلال بعضها سنرى نصوصًا تتعلق ب حقوق الإنسان في الإسلام:

أولًا - الفرق الأول: مصدر حقوق الإنسان في الإسلام رباني:

فالباري جل وعلا هو مصدر الحقوق {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: ٥٤] ، ومرجعيتها الكرامة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} [الإسراء:٧٠] .

أما المصدر ل حقوق الإنسان العالمية فهو إنساني، فقد ورد في المادة الأولى من الإعلان العالمي: "يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة وقد وهبوا عقلًا وضميرًا".

ما أصل الكرامة الإنسانية؟.

من أعطى هذه الكرامة؟ ما مصدرها؟ ما هي مرجعيتها؟

ذلك ما تجنبه ميثاق حقوق الإنسان العالمي، بل إنه في المناقشات التي دارت في اللجنة التحضيرية لميثاق حقوق الإنسان رفضت الإشارة إلى الله تعالى وإلى كلمة (الخلق) وما تصرف منها، كما يقول شارل مالك - الحقوقي اللبناني والعضو في اللجنة التحضيرية لإعلان حقوق الإنسان - حيث كانت النتيجة هي اعتبار الإنسان نفسه مركزيًّا وكأنه هو الله، تعالى وتقدس، وذلك في مذكرات له. (١)

والمرجعية الفلسفية غامضة وفي الغالب إنسانية أو عدمية.


(١) وائل خير، دور شارل مالك في صياغة الإعلان، مجلة البحوث، ١٩٩٨م، الجامعة الأمريكية بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>