للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د - مصدر الحقوق في الإسلام: ومما تقدم يتضح لنا أن مصدر الحقوق هو الشريعة الإسلامية (١) ، وذلك لأن الشريعة الإسلامية بحكم كونها تشريعًا سماويًّا فإنها تنظر إلى الحقوق نظرة دينية أساسها أن الإنسان باعتباره عبدًا مخلوقاًً لله جل شأنه، فإنه لا يملك حقًّا من الحقوق، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يمنحه بعض الحقوق نعمة منه وفضلًا لتكريمه، وعلى هذا فالحق في الشريعة الإسلامية هو منحة يمنحها الخالق جل وعلا للأفراد وفق ما يقضي به صالح الجماعة، ومن ثم فقد قيدت الشريعة استعمال الأفراد لحقوقهم بمراعاة مصلحة الغير وعدم الإضرار بالجماعة، فليس للفرد مطلق الحرية في استعمال حقه بحيث لا يحد من سلطاته شيء، بل هو مقيد في ذلك بمصلحة الجماعة وعدم الإضرار بالغير (٢) .


(١) انظر: حقوق الإنسان بين الشريعة والفكر القانوني الغربي، محمد فتحي عثمان، ص ١٦ دار الشروق - القاهرة ١٤٠٢هـ.
(٢) انظر: مصادر التشريع (المستصفى) ، للإمام الغزالي: ١/٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>