للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- وقد نشأ التأمين أول الأمر بدافع شخصي، قوامه رغبة بعض الأشخاص في تحصين أنفسهم ضد مغبة خطر يتهددهم، فتلقف ذلك بعض الباحثين عن الربح، وتقدموا لهم يعرضون إعانتهم في كبوتهم عند وقوع الخطر الذي يخشونه، وذلك بتقديم بعض المزايا العينية أو النقدية، مقابل أن يسدد لهم –مقدمًا- طالبو الأمان، أقساطًا مالية، محسوبة على أساسٍ من قوانين الإحصاء وقوانين الاحتمال التي تكشف عن مدى احتمال وقوع الخطر، وقدره حين وقوعه، وعدد مراته، وذلك طبقًا للمجريات العادية للأمور، مع الاستعانة بميزة الأعداد الكبيرة، لما هو معروف من أنه كلما كبر عدد الوحدات الموضوعة تحت الملاحظة، وعظم تجانسها، فإن الخطر يكون أكثر انضباطًا في نسبة وقوعه. وهكذا يضمن هؤلاء المؤمنون، أن يقبل طالبو الأمان، لقلة القسط المطلوب منهم، وأن تعود عليهم العملية التأمينية بربح، يتمثل في الفرق بين الأقساط التي قبضوها، وقيمة المزايا التي قدموها لمن وقع عليهم الخطر من المستأمنين، وهو ربح لا بد وأن يكون مشبعًا، لقلة عدد مرات تحقق الخطر، وفقًا لما ترشد إليه القوانين الإحصائية المشار إليها، والتي هي عمادهم في الإقدام على التأمين، بحيث إنها إذا لم تضمن لهم أن يفوزوا بنصيب الأسد، فلا محل للتأمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>