للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكتف دستور منظمة الصحة العالمية بالنص على تعريف الصحة الشامل على النحو الذي تقدم ذكره، وإنما توسع في الحديث عن مقتضيات هذه الصحة ومستلزماتها:

ـ فتحدث عن (العدالة) (والمساواة) في تحقيق الصحة للناس (أجمعين) بلا استثناء ولا تفريق بينهم لأي سبب كان.

وقد كان هذا ما فعله المسلمون منذ صدر الإسلام، طاعة لأمر الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: ٩٠] و {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} [الأعراف: ٢٩] .

ولا يخفى أن (العدل) في اللغة التي نزل بها القرآن يتضمن معنى (المساواة) أيضًا ـ أو ما يسمونه (العدالة) في لغة العصر ـ كما في قوله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: ٩٥] أي ما يساوي ذلك صيامًا. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك.

فقد ذكر البلاذري (فتوح البلدان) : (أن عمر ـ رضي الله عنه ـ مر عند مقدمه الجابية من أرض دمشق، على قوم مجذمين من النصارى، فأمر أن يعطوا من الصدقات، وأن يجري عليهم القوت) ويعني ذلك أن للمرضى حق الرعاية على المجتمع الإسلامي، ممثلاً في الدولة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>