ـ وتحدث دستور منظمة الصحة العالمية أيضًا عن ضمان (جودة) الخدمات الصحية و (إتقانها) وقد أمر ربنا ـ عز وجل ـ بالإحسان فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}[الأعراف: ٩٠] . والإحسان تعبير من أروع تعابير اللغة التي نزل بها القرآن؛ لأنها لفظة تتضمن معنى (الجودة) فالحسن هو الجيد، والجودة والإجادة، والإتقان صفات مطلوبة في كل شيء، كل شيء. . فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ـ في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي يعلى شداد بن أوس:((إن الله كتب الإحسان على كل شيء)) ويقول: ((إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه)) .
على أن كلمة الإحسان تتضمن أيضًا تلك اللمسة الرقيقة الحانية التي افتقدناها أو كدنا في ممارسة الطب الحديث. . تتضمن ذلك الشعور النبيل الذي يجعل المرء يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل ويؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة، ويتضمن الإحسان كذلك صحوة الضمير ومراقبة الله ـ عز وجل ـ في كل تصرف وسلوك، مصداقًا لتعليم النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث المتفق عليه عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)) .
ـ وتحدث دستور المنظمة كذلك عما يطلق عليه كتاب اليوم اسم (كفاءة) الخدمات الصحية، والمراد بذلك تقديم أفضل خدمة ممكنة بأقل ما يمكن من النفقات، وبذلك لا تجعل السلطة الصحية يدها مغلولة ولا تبسطها كل البسط، وتتجنب أي هدر أو تبذير، وهذا لب ما أمر الله ـ عز وجل ـ يقول:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}[الإسراء: ٢٦] وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فيما صح عنه ـ عن إضاعة المال.