للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة

حياة الإنسان ملأى باحتمالات التعرض للأخطار، وذلك جزء مما فطر الله عليه الكون والحياة. على أن المرض يتفرد من بين هذه الأخطار جميعًا، بأنه يصيب الناس كافة، لا يستثنى أحدًا. ولا ينجو من صولته أحد، فنزوله بالناس جميعًا محقق، وإن جهلنا موعد ذلك وشدته ومغبته بالنسبة لكل واحد على حدة.

وقد قرر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبدأ التداوي وأمر به، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود عن أسامة بن شريك: ((تداووا)) وفي رواية الترمذي: ((نعم يا عباد الله تداووا)) ؛ وفتح باب الأمل على مصراعيه أمام المرضى في إمكان الشفاء من كل مرض، كما في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري: ((ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)) ؛ وحث الأطباء على التفتيش عن الدواء والقيام بالبحث العلمي الذي يوصلهم إليه، بقوله ـ صلوات الله عليه ـ في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد عن جابر: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله)) ، وفي رواية لأحمد: ((إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء: عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وجهله من جهله)) .

وقد أمر سيدنا رسول الله المسلمين بأمر جامع فقال فيما رواه مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة: ((احرص على ما ينفعك)) ، وقال فيما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)) .

وقد كان فقه الراشدين والتابعين لهم بإحسان فقهًا واعيًا، تجلى بحرصهم على مداواة الناس، وإقامة المؤسسات العلاجية (من بيمارستانات وغيرها) لهم، والإنفاق على ذلك من بيت مال المسلمين، ووقف الأوقاف والأحباس على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>