للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تعرضنا إلى السبل التي تفتقت عنها أذهان الناس في القرون الأخيرة للمؤامنة من خوف تحقق احتمال الخطر، فذكرنا المؤسسات التأمينية التعاوينة الصغيرة التي يتفق فيها عدد قليل من الناس على أن يدفع كل منهم مبلغًا من المال، بحيث يتجمع في صندوق التأمينية مبلغ يدفع منه إلى من يحتاج إلى المعونة بسبب نزول الخطر به، طيبة به قلوب المساهمين جميعًا، ولا يأخذ منه الذين لا ينزل بهم هذا الخطر شيئًا. وذكرنا أن فائدة هذا النوع محدودة وأن خيرًا منها أن تقوم على غراره مؤسسات تأمينية تعاونية كبيرة؛ لأن زيادة العدد تغني الصندوق من جهة، وتدخل المؤسسة من جهة أخرى في عداد قانون الأعداد الكبيرة الذي ينزل بالشك إلى أدنى منازله بما يقرب من اليقين، وذكرنا كذلك أن إدارة أموال هذه المؤسسات الكبيرة يستدعي توظيف عدد من العاملين عليها وإنفاق بعض النفقات أو التكاليف المشتركة، وأن الأموال اللازمة لذلك تؤخذ من صندوق التأمينية بلا حرج.

ثم تطرقنا إلى الصورة التي يتم فيها إغناء المؤسسات التأمينية التي سبق وصفها، بأن يساهم طرف آخر ليست له مصلحة مباشرة في تعويضه إذا وقع الخطر، ولكن له مصلحة في الحصول على بعض المرابح، إما لأنه يخسر بصورة غير مباشرة إذا حل الخطر بالمتعاونين (ومثال ذلك الدولة أو أرباب العمل الذين يدفعون مبالغ لإغناء الصندوق الذي يؤمن المتعاونين من خطر المرض أو البطالة أو التقاعد. . في صناديق التأمينات الاجتماعية أو التقاعد) وإما لأنه يأمل في الربح من خلال تثمير ما في صندوق المؤسسة التأمينية من مالٍ في ضرب من ضروب التجارة الحلال (ويتجلى ذلك في شركات التأمين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>