للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أن الوسط هو مركز الاعتدال والاتزان، فالعرب تقول: قريش أوسط العرب نسبا، أي افضلها، والرسول (صلى الله عليه وسلم) وسط قريش، أي أفضل قريش نسبا، وفي هذا يقول زهير بن أبي سلمى: (١)

هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

وفي محكم التنزيل {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} . (٢) أي خيرهم، وقال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} . (٣)

والصلاة الوسطى صلاة العصر كما ثبت في بعض الأحاديث، وما حث على الالتزام بها إلا لأنها أفضل من بقية الصلوات. وفي الحديث أن الفردوس وسط الجنة وأعلي الجنة، وفوقه عرش الرحمن.

وقد صرح الحق –تبارك وتعالى- بأفضلية هذه الأمة على غيرها من الأمم مما يدل على أنه عني بالوسطية الأفضلية، وهذا التصريح جاء في قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} . (٤) .

وصرح في موضع آخر باجتبائه لهذه الأمة واصطفائه لها، ولا يكون الاصطفاء والاجتباء إلا لفضلها وعلو شأنها، قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} . (٥) .


(١) تفسير الطبري: ٢/٦
(٢) القلم: الآية (٢٨)
(٣) البقرة: الآية (٢٣٨)
(٤) آل عمران: الآية (١١٠)
(٥) الحج: الآية (٧٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>