وفي مجلس عمر تذاكروا العزل فقال رجل: إنهم يزعمون أنه الموءودة الصغرى فقال علي: لا تكون موءودة حتى تمر عليها الأطوار السبعة، حتى تكون سلالة من طين، ثم تكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم تكسى لحمًا، ثم تكون خلقًا آخر. فقال عمر: صدقت أطال الله بقاءك.
لقد قال الشيخ أحمد محمد عساف في كتابه الحلال والحرام في الإسلام ما نصه:(قد تنشأ أسباب أو ضروريات تدفع الإنسان إلى تنظيم أسرته أو تنظيم نسله، بأن يجعل هناك فترات متباعدة بين مرات الحمل وينشأ عن ذلك أن يكون عدد الذرية قليلا، نزولا على مقتضيات تلك العوامل والأسباب) .
وقد ذكر إباحة العزل الإمام الغزالي والإمام ابن القيم الجوزية وغيرهما، ولكن لا يجوز إجراء عملية يترتب عليها تعطيل الأجهزة التناسلية بصفة دائمة عند الزوج أو الزوجة؛ لأن هذا اعتداء على خلقة الله تعالى دون موجب..
(ب) المفكرون الغربيون: منهم (مرجريت سنجاير) .
ومنذ عام ١٩١٥ م قامت مرجريت سنجاير رائدة ضبط تحديد النسل فزينت جدران مكاتب أبحاثها بمدينة نيويورك حتى استجوبها القضاة أمام مجلس القضاء بشأن نشاطها الهدام من أجل ضبط النسل فابتكرت فكرة جديدة وهي أن تعلم النساء طريقة منع الحمل فاختارت خير مكان هو فرنسا وسافرت إلى باريس وبعدما شاعت دعايتها هناك قررت السيدة عودتها إلى نيويورك فأصدرت نشرة شهرية بعنوان: المرأة الثائرة. وألفت كتابا بعنوان: تحديد الأسرة. لم يقبل أي ناشر طبعه.
ثم سافرت مرجريت سنجاير إلى موسكو في عام ١٩٣٤ م ومنها توجهت إلى الهند وقابلت غاندي الذي اقتنع بأن الأمومة ينبغي أن تكون واعية واختيارية خاصة وأن هذه مسألة تتعلق باحترام حرية المرأة في مجال يخصها بالدرجة الأولى فرفض الموافقة على استعمال مواد موانع الحمل.