وذكر أن الحسن البصري اكترى حمارًا فقال: بكم؟ قال صاحبه بدانقين، فركبه. ثم جاء مرة أخرى فقال: الحمار الحمار.. فركبه ولم يشارطه. قوله ولم يشارطه يعني الأجرة اعتمادًا على الأجرة المتقدمة المعتادة.
التقسيمات الحصرية للعرف
باستقراء المسائل المبنية على العرف ومواطن بحثه في الفقه والأصول نجد أن للعرف غير تقسيم وذلك لغير اعتبار، وتعدد منشأ هذا التقسيم.
١- ينقسم العرف إلى قولي وفعلي.
٢- وينقسم إلى عام وخاص.
٣- وينقسم كل العام والخاص إلى عرف مطلق للاسم وإلى عرف مقيد له.
٤- وينقسم العرف القولي: إلى عرف عادي، وعرف شرعي وهو أحد تقسيمات العرف القولي.
٥- وهنالك عرف اللفظ وعرف اللافظ.
٦- وهنالك العرف الذي كان سائدًا قبل الإسلام وإبان نزول القرآن الكريم.
والعرف الطارئ بعد نزول القرآن الكريم وبأقسامه التي ذكرنا.
بيان أقسام العرف
١- العرف القولي: هو أن يتعارف الناس على إطلاق لفظ لمعنى بحيث إذا أطلق انصرف إليه من غير قرينة، ولا علاقة عقلية، ولا يتبادر عند سماعه إلاَّ ذاك المعنى (١)
وهذا يشمل الاتفاق على إرادة بعض المدلول، وإرادة غير المدلول.
فالأول: كإرادة بعض أفراد العام منه بعد أن كان دالًّا على كل أفراده.
أما إرادة بعض المدلول كالدراهم، الدرهم: بعد أن كان يطلق على كل أفراد الدرهم صار مقصورًا على النقد الغالب.
وأما إرادة غير المدلول: كالاتفاق على إرادة فرد معين من المطلق بعد أن كان دالًّا على فرد شائع والاتفاق على إرادة معنى آخر للمركب غير معناه الأصلي.
(١) التقرير والتحبير: ١ /٢٨٢..