للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه قول أبي حنيفة:

أن القدر في المعدود معقود عليه كالقدر في المكيل والموزون. لأنه لو عده فوجده زائدًا لا تطيب الزيادة له بلا ثمن بل يردها أو يأخذها بثمنها، ولو وجده ناقصًا يرجع بقدر النقصان كما في المكيل والموزون، دل أن القدر فيه معقود عليه، واحتمال الزيادة والنقصان في عدد المبيع ثابت فلابد من معرفة المعقود عليه، وامتيازه من غيره، ولا يعرف قدره إلا بالعد فأشبه المكيل والموزون.

ولهذا كان العد فيه المكيل والموزون في ضمان العدوان إلا أنه لم يجز فيه الربا، لأن المساواة بين واحد وواحد في العد ثبتت باصطلاح الناس، وإهدارهم التفاوت بينهما في الصغر والكبر لكن ما ثبت باصطلاح الناس جاز أن يبطل باصطلاحهم، ولما تبايعا واحد باثنين فقد أهدرا اصطلاح الإهدار واعتبرا الكبر لأنها قصد البيع الصحيح ولا صحة إلا باعتبار الكبر وسقوط العد، فكان أحدهما من أحد الجانبين بمقابلة الكبير من الجانب الآخر فلا يتحقق الربا (١) .

أما هنا فلابد من اعتبار العد إذا بيع عدًّا واذا اعتبر العد لا يجوز التصرف فيه قبل القبض كما في المكيل والموزون بخلاف المذروع، فإن القدر فيه ليس بمعقود عليه، فكانت التخلية فيه قبضًا تامًّا فكان تصرفا في المبيع المنقول بعد القبض وأنه جائر (٢) .


(١) البدائع: ٧ / ٣٢٤٨ – ٣٢٥١
(٢) البدائع: ٧ / ٣٢٥٢. وهذا بيان للصطلحات: المثلي والقيمي والعدديات المتفاوتة والعدديات المتقاربة وغيرها كما جاء بمحلة الأحكام العدلية مرتبة حسب مواد المجلة. مادة ١٣٢ – المقدرات ما تتعين مقاديرها بالكيل أو الوزن أو العدد أو الذراع وهي شاملة للمكيلات، والموزونات والعدديات، والمذورعات. مادة ١٣٣ – الكيلي والمكيل هو ما يكال: كالحنطة والشعير. مادة ١٣٤ – الوزني والموزون هو ما يوزن: كالدبس والعسل والسكر. مادة ١٣٥ – العددي والمعدود وهو ما يعد: كالبيض والجوز والبطيخ. مادة ١٣٦- الذرعي والمذروع هو ما يقاس بالذراع. مادة ١٣٧ – المحدود هو العقار الذي يمكن تعيين حدود وأطرافه. مادة ١٣٨- المشاع ما يحتوي على حصص شائعة (ويشمل المثلي والقيمي والعرضي والنقدي) مادة ١٤٥ – المثلي ما يوجد مثله في السوق بدون تفاوت يعتد به. كالجوز والبيض والحنطة والشعير والجوخ والأواني المصنوعة في المعامل: أي أن المثلي يشترط وجود مثله في السوق لا في أيدي الناس فقط، ويشترك أن لا يكون متفاوتًا بالسعر كالكتب المطبوعة التي قل عددها وندر وجودها أو تعالت قيمتها فإنها تصير قيمية. مادة ١٤٦ – القيمي ما لا يوجد مثله في السوق أو يوجد لكن مع التفاوت المعتد به في القيمة كالعدديات المتفاوتة والحنطة المخلوطة بالشعير والأواني المصنوعة باليد المختلفة من حيث الصنعة والكتب الخطية والكتب المطبوعة إذا قل عددها وزادت قيمتها. مادة ١٤٧ – العدديات المتقاربة هي المعدودات التي لا يكون بين أفرادها وآحادها تفاوت في القيمة فجميعها من المثليات. مادة ١٤٨- العدديات المفاوتة هي المعدودات التي يكون بين أفرادها وآحادها تفاوت في القيمة فجميعها من القيميات.

<<  <  ج: ص:  >  >>