للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢-٣- ارتباط الإيجاب بالقبول (مجلس العقد) وتحديد وقت انعقاد العقد:

٢-٣-١- ارتباط الإيجاب بالقبول (مجلس العقد) :

إن الإيجاب والقبول لا بد من تعلق أحدهما بالآخر لأجل حصول الانعقاد، لأن الرضى هو ارتباط الإيجاب بالقبول. فاتحاد الزمان والمكان الذي يسمح لهذا الارتباط من وجهة النظر الفقهية، يسمى (مجلس العقد) . وبعبارة أخرى فإن مجلس العقد هو الاجتماع الواقع من أجل التعاقد مع أن المؤلفين العرب ينقلون المادة ١٨١ من مجلة الأحكام العدلية بهذا الشكل، فإن أصل المادة – إذا ترجمت لفظيًّا – كالتالي: (مجلس البيع هو الاجتماع الواقع من أجل المساومة)

ومع أن الفقيه الحنفي الكاساني الشهير بجودة تصنيفه للمواضيع وبدقته في تناوله للمفاهيم الفقهية يقسم شرائط الانعقاد لعقد البيع إلى أربعة أنواع. وهي: (١) ما يرجع إلى العاقد، (٢) وما يرجع إلى نفس العقد، (٣) وما يرجع إلى مكان العقد، (٤) وما يرجع إلى المعقود عليه (١) ، ومع أنه يبدأ كلامه بعبارة (وأما الذي يرجع إلى مكان العقد فواحد وهو اتحاد المجلس بأن كان الإيجاب والقبول في مجلس واحد) حين تناوله لما يرجع إلى مكان العقد من هذه الشروط، فإنه في دوام هذه العبارة يعترف بأن كلًّا من عنصري الزمان والمكان له أهميته الخاصة في ارتباط الإيجاب بالقبول، إلا أنه يبين أن التشدد في التمسك بالقياس (أي القاعدة في هذا الموضوع) ، وبعبارة أخرى، إن اشتراط صدور الإيجاب والقبول في آن واحد أيضًا يؤدي إلى انسداد باب البيع (٢) .


(١) الكاساني، بدائع الصنائع، ٥/١٣٥.
(٢) الكاساني، بدائع الصنائع، ٥/١٣٧. انظر أيضًا: المرغيناني، الهداية، ٥/٤٦٠؛ ابن نجيم، البحر الرائق، ٥/٢٨٤؛ الدريني، التراضي، ص٢٩٤-٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>