للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تفسير الآية الأولى من سورة المائدة قال ابن جرير في [جامع البيان: المجلد ٤، ٦/٣٢، ٣٣] ، وساق بعض تعريف اللغويين لكلمة (عقد) مما سبق نقله عنهم في الفصل الأول:

وذلك إذا وافقه على أمر وعاهده عليه عهدًا بالوفاء له بما عاقده من أمان وذمة أو نصرة أو نكاح أو بيع أو شركة أو غير ذلك من العقود.

ذكر من قال المعنى الذي ذكرناه عمن قاله في المراد من قوله: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ، حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ، أي: بعقد الجاهلية. ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((أوفوا بعقد الجاهلية ولا تحدثوا عقدًا في الإسلام)) . وذكر لنا أن فرات بن حيان العجلي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلف الجاهلية، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((لعلك تسأل عن حلف لخم وتيم الله؟ قال: نعم يا نبي الله، قال: لا يزيده الإسلام إلا شدَّة)) (١)

حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} قال: عقود الجاهلية الحلف.

ثم قال:

وقال آخرون: بل هي العقود التي يتعاقدها الناس بينهم ويعقدها المرء على نفسه ذكر من قال ذلك.

حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثني أبي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة قال: العقود خمس: عقدة الأيمان، عقدة النكاح، عقدة العهد، عقدة البيع، وعقدة الحلف.

حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي وعن أخيه عبد الله بن عبيدة نحوه.

حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: اخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} قال: عقد العهد وعقد اليمين وعقد الحلف وعقد الشركة وعقد النكاح. قال: هذه العقود خمس.

حدثني المثنى قال: حدثنا عتبة بن سعيد الحمصي قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: حدثنا أبي في قول الله جل وعز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ، قال: العقود خمس: عقدة النكاح وعقد الشركة وعقد اليمين وعقد العهد وعقد الحلف.


(١) لم نقف على من أسند هذا الحديث لكن في رواية الطبري هذه تصحيف لا نراه إلا من المطبعة فالحديث كما نقله محمد الطاهر بن عاشور – وسيأتي- (لعلك تسأل عن حلف لجيم) ذلك بأنّ لجيمًا هو الجد الثامن لفرات بن حيان [وانظر ترجمة فرات في (الإصابة) : ٣/٢٠٠، ٢٠١، ترجمة ٦٩٦٤ لابن حجر. وفي (الاستيعاب) لابن عبد البر على هامش الإصابة: ٣ /٢٠٢] . بنو لجيم بطن من بكر [انظر (لسان العرب) لابن منظور: ١٢/٥٣٤, و (المفصل) الجواد علي: ٤/٤٩٦]

<<  <  ج: ص:  >  >>