للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن ابن حجر نقل في [تهذيب التهذيب: ١١/٦٧، ٧٠، ترجمة ١٠٨] عن محمد بن المنهال الضرير قوله:

سمعت يزيد بن زريع يقول: همّام حفظه رديء وكتابه صالح. وقال ابن سعد: كان ثقة وربما غلط في الحديث. ونقل عن ابن أبي حاتم قوله: سئل أبي عن همام وأبان – يعني ابن يزيد-: من تقدّم منهما؟ قال: همَّام أحبُّ إلي ما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه فهما متقاربان في الحفظ والغلط. وسألت أبي عن همام فقال: ثقة، صدوق، في حفظه شيء، وهو أحب إلي من حماد بن سلمة وأبان العطار في قتادة [انظر الرازي (الجرح والتعديل) : ٩/١٠٧، ١٠٩، ترجمة ٤٥٧] .

ثم قال:

وقال حسن بن علي الحلواني: سمعت عفّان يقول: كان همّام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه، وكان لا يخالف فلا يرجع إلى كتابه، ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيرًا فنستغفر الله تعالى.

وتعقبه ابن حجر بقوله: وهذا يقتضي أنَّ حديث همام بآخرة أصح ممَّن سمع منه قديمًا، وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل، وقال أبو بكر البرديجي: همّام صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به.

ثم قال:

وقال الساجي: صدوق سيء الحفظ، ما حدث من كتابه فهو صالح وما حدث من حفظه فليس بشيء.

قلت: ومع ما يفهم من كلام بعضهم عن أنَّ أباد بن يزيد يغمز أيضًا بسوء الحفظ وقد يقارن بهمّام في ذلك، فإن هذا الغمز لم تتعدد مصادره كما تعددت في همام، وقد زعم الكديمي أن القطان لم يكن يروي عنه، لكن الكديمي ليس بمعتمد كما قال ابن حجر في [تهذيب التهذيب: ج١ عند ترجمته لأبان، ص١١٠، ١١١، ترجمة ١٧٥] : بل إنَّ ابن معين ذكر أنَّ القطان كان يروي عنه، وابن معين هو المعتمد.

أما أبو قلابة فهو تابعي من الطبقة الثانية وما من أحد غمز فيه بشيء، بل أجمعوا على توقيره وتبجيله [انظر ابن حجر (تهذيب التهذيب) . ٥/٢٢٣، ٢٢٤، ترجمة ٣٨٥] (عبد الله بن زيد أبو قلابة) .

واتَّفاق أبي قلابة وهشام بن زيد بن أنس وأبان بن يزيد العطّار على خلاف ما روه همّام أو – على الأقل – على عدم ذكر ما رواه من اعتراف اليهودي وما غمزوا به همَّامًا – ونقلناه آنفًا – من سوء الحفظ ومن اعترافه بذلك حين رجع إلى كتابه أمر أن يحملان على الاشتباه في هذا الذي انفرد به همّام من دعوى الاعتراف مع الملاحظة أنَّ أبان العطَّار روى عن قتادة مثل همام وقد يقال إنَّ توثيق جمهور النقد لهمَّام وإنَّ الجماعة أخرجوا له يضعان زيادة همّام في نطاق (الإدراج) وهذا صحيح لولا أنَّ عددا من الذين وثَّقوه تحفظوا من سوء حفظه وأنَّ يحيى القطان كان يغمز في حديثه كافة وهذا مما يمنع الاطمئنان إلى اعتبار زيادته (إدراجًا) من ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>