٣٢٨٤- حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرني المسعودي، عن عون بن عبيد الله، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبي هريرة ((أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إنَّ عليَّ رقبة مؤمنة فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها فقال لها: فمن أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء يعني أنت رسول الله فقال: إعتقها فإنهَّا مؤمنة)) .
وقال النسائي في [سننه (المجتبي) : ٦/٢٥٢] :
أخبرنا موسى بن سعيد قال: حدثنا هشام بن عبد الملك قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمير، عن أبي سلمة، عن الشريد بن سويد الثقفي ((قال أتيت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنَّ أمي أوصت أن تعتق عنها رقبة وإنَّ عندي جارية نوبية أفتجزي عني أعتقها عنها؟ قال: ائتني، بها، فأتيته بها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: فأعتقها فإنها مؤمنة)) .
وقال ابن حبان في – صحيحه علاء الدين الفارسي، [الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ١/٢٠٦، ح ١٨٩] :
أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن الشريد بن سويد الثقفي قال: ((قلت: يا رسول الله، إنَّ أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء، قال: (ادع بها) ، فجاءت، فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: قالت: رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)) .
وقال البيهقي في [السنن الكبرى: ٧/٣٨٨] :
أخبرنا أبو علي الروذبادي، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود. وساق مثل الحديث الثاني لأبي داود سواء.
ثم قال [١٠/٥٧] :
أخبرنا أبو زكرياء بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن الحكم، أنبأ ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وساق مثل حديث مالك في (الموطأ) بزيادة يسيرة ليست من شأننا في هذا المجال.
قلت: اعتبار العيني هذا الحديث (حديث الجارية السوداء أوكد ما أوتي به في الإشارة ... إلخ) لا يتجه عندنا، ومن عجب أن يعتمد العيني أو المهلَّب. وحتى إن كانت هذه المقولة لابن المهلب فإنَّ العيني لم يقف عند ما فيها من ضعف. فحديث الجارية السوداء لا نراه إلا مضطربًا متنًا وإسنادًا إلا أن تكون القصة متعدِّدة، وليست قصة جارية واحدة، ذلك بأنَّ رواية مالك المرسلة والتي وصلها ابن عبد البر ووصلها بعض رواة الموطأ أيضًا جاء فيها وصف الرجل غير المسمى صاحب القصة بأنه من الأنصار كذلك في إحدى روايات أحمد، وقد سمي الرجل في بعض الروايات لغير مالك بأنه الشَّريد الثقفي، وهو ثقفي بالمجاورة أو بالأصالة (١) . فليس أنصاريًّا إذن، فهل قصته غير قصة الأنصاري؟ الراجح عندنا أنها قصة واحدة وأنَّ كلمة الأنصاري كانت وهمًا من بعض الرواة لأن جميع روايات القصة جاءت عن طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، وليس مستحيلًا لكن بعيدًا أن تتفق طرق الروايات ومعظم ألفاظها مع تعدد القصة.
(١) انظر ابن حجر [الإصابة: ٢/١٤٨، ترجمة ٣٨٩٢] .