للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتراءى لنا أنَّ التباسًا وقع للرواة بين واقعتين: واقعة الشريد الثقفي، وواقعة معاوية بن الحكم، ويتجلَّى ذلك من حديثه الذي أخرجه مالك وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم.

قال مالك في [المرجع السابق] :

عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، أنه قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنَّ جارية لي كانت ترعى غنمًا لي فجئتها وقد فقدت من الغنم فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب، فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعليَّ رقبة أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتقها)) .

وقال أحمد في [مسنده: ٥/٤٤٨] :

حدثنا عفّان بن حدثنا همام، سمعت يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة أنَّ عطاء بن يسار حدثه ((أن معاوية بن الحكم حدثه بثلاثة أحاديث حفظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه من حديث طويل. وكانت لي غنم فيها جارية لي ترعاها في قبل أحد والجوانية فاطلعت عليها ذات يوم فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة، فأسفت وأنا رجل من بني آدم، آسف مثل ما يأسفون، وأنّي صككتها صكَّة قال: فعظم ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ادعها، فدعوتها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: إنَّها مؤمنة فأعتقها)) .

حدثنا يحيى بن سعيد عن حجاج الصواف، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية السلمي قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه من نفس الحديث. ((وبينما جارية لي ترعى غنيمات لي في قبل أحد والجوانية، فاطلعت عليها اطلاعه فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم يأسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة قال: فعظم ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ألا أعتقها؟ قال: ابعث إليها، قال: فأرسل إليها فجاء بها، فقال: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله؟ قال: أعتقها فإنَّها مؤمنة)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>