للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ا- الإحساس:

يقوم المخ عن طريق أطرافه التي دفعها على سطح الجسم بأن يتلقى المعلومات ويجمعها، وهي ما نسميه بالحواس الخمس، ما بين موجات ضوئية للنظر، أو ترددات سمعية أو كيماويات تنتشر في الهواء لتصل إلى الأنف أو تحسها خلايا التذوق على سطح اللسان أو ما يلامس سطح الجسد بتفاصيل مختلفة من الإحساس الخشن أو الناعم، الساخن أو البارد ... الخ، فتقوم أعصاب الإحساس بنقل هذه الأحاسيس إلى المخ، ويقوم هو بإدراكها.. هذه الحواس الخمس لم تتغير من عصر آدم حتى الآن فلم يستطع الإنسان أن يخلق لنفسه حواس أخرى.. ليدرك ما لم يأذن الله له أن يدركه مما يحيط به.. ولكنه استطاع عن طريق العلم الذي هداه الله له أن يوسع مدارك هذه الحواس ويضاعف قدراتها من ناحية الكيف، فإذا أخذنا إبصار العين مثلاً سنجد أن العين أصبحت تدرك وترى الجسيمات المتناهية في الصغر التي تقرب من الذرات عن طريق المجهر الضوئي أو الإلكتروني.. وترى الأجسام التي تبعد عنها بملايين الأميال من الأجرام السماوية عن طريق التلسكوب مما يستحيل على العين أن تدركه، وتتمكن العين أن ترى أكثر من ذلك وضوحاً سبع مرات عن طريق التلسكوب الذي يقوم العلماء بتركيبه خارج الغلاف الجوي.. بل استطاع الإنسان أن يطوع للرؤية موجات خلاف موجات الضوء، أصبح يرى عن طريق الموجات تحت الحمراء والليزر، والإلكترونات والموجات فوق الصوتية.

٢- الوعي والإدراك والابتكار:

إن وصول الأحاسيس للمخ تترجم داخله إلى معان يعيها ويتعرف عليها، كما أنه يقارنها بما هو مخزون لديه من آلاف الخبرات السابقة، خبرات مختزنة لكل حاسة على حدة منذ ولادته كطفل وما تعلمه في مراحل التعليم المختلفة، وما قرأه وما سمع عنه، وما تعلمه من ممارسات في الحياة، وكلما زاد المخزون من الخبرات كلما كان تقويمه وتحليله لما يقابله في الحياة أكثر دقة، ويكون قراره في النهاية أكثر حكمة واتزاناً، ويقدر ما أنبأته به الأحاسيس من احتمالات الخير أو نذر الشر، فيتأهب لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>