يقوم المخ بالرد أو التجاوب والانفعال لما تثيره وصول هذه الأحاسيس في نفسه وبداهة ليستطيع المخ أن يقوم بالرد يلزمه أن يكون مسيطراً على كل إمكانيات الجسم، بما فيه من أعضاء وأنسجة وخلايا وهذه السيطرة من رد فعله منها ما هو على المستوى الواعي وتحت السيطرة المباشرة، كما في الجهاز الحركي من نشاط عضلي أو كلام أو إشارات أو أفعال ... ومنها أيضاً ما هو دون مستوى الوعي عن طريق الجهاز العصبي اللامركزي أو الجهاز السمبثاوي وغير السمبثاوي من سيطرة على ضربات القلب وحركة الأمعاء وتنظيم التنفس، كما أنه عن طريق السيطرة على الغدة النخامية يقوم بالسيطرة على الغدد المختلفة من النمو والتمثيل الغذائي والنمو الجنسي، وتنظيم الدورة الشهرية للإناث، وتنظيم الحمل.
من هذا الإيجاز في شرح تركيب وعمل المخ يبدو لنا من هذا الجهاز الرقيق، المعقد التركيب، شديد الحساسية المتناثر في أنحاء الجسم مدى الصعوبة الشديدة، ولا أقول استحالة نقله، فلفظ المستحيل يصعب استعماله في هذا العصر لأن الكثير من ممكنات اليوم كانت أصلاً مستحيلات الأمس.
زراعة الخلايا والأنسجة داخل المخ:
منذ عدة سنوات ابتدأت فكرة زراعة خلايا وأنسجة داخل المخ من مختلف الأنواع من البحوث الأكاديمية في عمليات تجريبية على حيوانات المعامل من فئران وغيرها لتجربة تأثير عقاقير مختلفة عليها، وكذلك مراقبة تصرف هذه الخلايا في الظروف البيئية المختلفة، كذلك في مجال دراسة الأورام السرطانية وإجراء الدراسات عليها.
وكان اختيار المخ بالذات كمكان للزراعة لما اكتشف له من ميزات لا تتوافر لأماكن أخرى (خلاف الغرفة الأمامية للعين) ، فهو يوفر حماية للخلايا المزروعة، والتي تكون أقل عرضة للطرد عن طريق الجهاز المناعي للجسم، وذلك لميزات معينة في طبيعة تكوين الدورة الدموية للمخ ووجود ما يسمى بالحاجز الدموي للمخ، وهو الذي يفصل بين مكونات الدم والأنسجة العصبية للمخ (Blood Brain Varner) .. وأخيراً ومع اطراد النجاح للزراعة داخل المخ أصبح التساؤل: ولم لا للزراعة للأغراض العلاجية لأمراض ومشاكل المخ المختلفة؟ توطئة للتطبيق على الإنسان فيما إذا نجحت مثل هذه التجارب على الحيوان.