وقد تم ذلك بالفعل، وكانت لبلاد مثل: السويد والمكسيك وبلاد أخرى قصب السبق في هذا المجال، وصدرت عنهم المئات من التقارير والأبحاث، بل إنه قد تمت بالفعل بعض التطبيقات على الإنسان.
ويمكننا الآن تقسيم هذه التجارب، والتي يقصد بها العلاج إلى اتجاهين مختلفين اعتماداً على نوع المرض، أحدهما يعتمد على العلاج الهرموني أو توفير ما يسمى بالهرمونات العصبية (Neuro Transmitie) ، مثل: الدوبامين والكولين والكاتيكولامين.. وغيرها عن طريق زراعة خلايا داخل المخ لإنتاجها، وهناك تجارب أخرى الغرض منها مختلف تماماً، وهو محاولة عبور التليفات داخل المخ والنخاع الشوكي، والتي تحدث بعد الإصابات والالتهابات، وقد أظهرت التجارب أن النتائج تختلف كثيراً اعتماداً على عوامل عدة، منها نوعيات الأنسجة المستخدمة في الزراعة ومصادرها، وكذلك أسلوب نقلها وأماكن زراعتها في المخ كما تعتمد أيضاً على عمر الخلايا المزروعة.
أولاً- زراعة الأنسجة العصبية بغرض توفير الهرمونات العصبية:
- ربما كان هذا هو أول الأهداف التي قصد بها الزراعة لعلاج مرض باركنسون أو الشلل الرعاش، وفكرة هذه الزراعة هو أن هناك من الخلايا العصبية ما هو مختص بإنتاج هرمون بالمخ، وأنه في هذا المرض يكون عادة المريض في سن متقدمة أو بفعل تصلب وضيق شرايين المخ، فتضمر هذه الخلايا التي تعيش أساساً في جذع المخ، فتبدأ عوارض المرض في الظهور مثل اهتزاز الأطراف والتيبس في حركة المفاصل، وهذا الهرمون يسمى بالدوبامين. هذا المرض يعالج حالياً بعقار يحتوي على المادة المطلوبة، هذا العقار ولو أنه يحسن الكثير من الجوانب المرضية، لكنه لا يحل كل المشاكل بالنسبة للمرض فضلاً عما له من آثار جانبية. وكثيراً ما يكون من الكثرة بحيث يقلل من فائدته في العلاج. وقد بدأت هذه الجراحة بزراعة خلايا من نفس الحيوان استؤصلت من الغدة فوق الكلوية الخاصة به، والتي تفرز هذا الهرمون أيضاً. وبالرغم من أن بعض هذه الحيوانات أظهرت بعض التحسن، إلا أنه وجد أن زراعة خلايا جنينية من المادة السوداء بجذع المخ (Substantia Nigra) ، تعطي نتائج أكثر إيجابية وأكثر استمراراية، وعلى أن تكون قد أخذت من أجنة ما بين الأسبوع الثامن والعاشر من الحمل.