يذكرني هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض قواده: (أوصيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال. فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب، وأن تكون أنت ومن معك أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننصر عليهم بطاعتنا لم نغلبهم بقوتنا. واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم) فكر في هذا الكلام العذب البديع والنصائح الثمينة الغالية. يدعو عمر رضي الله عنه إلى ذكر الله وخشيته رجاء غوثه ورحمته، وتلك لعمري غاية الفوز وثمرة النجاح وقد بين الله المؤمنين (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) وذكر صلى الله عليه وسلم أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله (رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). (١) نام على مضجعه عد مقصرا غافلا عن ذكر الله، وحرم من ثواب الذكر