للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام، منْ ترك واحدةً منهنَّ فهو بها كافر حلال الدَّمِ: شهادة أن لا إله إلا الله، والصَّلاة المكتوبة، وصوم رمضان. رواه أبو يعلى بإسناد حسن.

وفي رواية: منْ ترك منهنَّ واحدةً فهو بالله كافرٌ، ولا يُقبلُ منه صرف، ولا عدلٌ وقد حلَّ دمهُ وماله.

(قال الحافظ): وتقدمت أحاديث تدل لهذا الباب في ترك الصلاة وغيره.

[الترغيب في صوم ست من شوال]

١ - عنْ أبي أيُّوب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منْ صام رمضان، ثمَّ أتبعه ستًّا من شوَّال كان كصيام الدَّرً (١). رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وانب ماجه والطبراني.

وزاد قال: قُلتُ بكلِّ يومٍ عشرة؟ قال: نعمْ. ورواته رواه الصحيح.

٢ - وعنْ ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام ستَّة أيامٍ بعد الفطر كان تما السنَّةِ: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. رواه ابن ماجه والنسائي، ولفظه:

(جعل الله الحسنة بعشرأمثالها، فشهر بعشرة، وصيام ستَّة أيام بعد الفطر تمام السنة. وابن خزيمة في صحيحه، ولفظه وهو رواية النسائي قال:


= أكلة واحدة في اليوم والليلة، والامتناع عن المفطرات نحو خمس عشرة ساعة لا يأخذ شيئاً حتى تجف المعدة وتستريح، ومشى على هذا النظام شهرا كاملاً فشفاه الله تعالى.
(١) أي الذي يقوم بصوم شهر رمضان صوما كلاما، ثم يعقبه بسنة من شهر شوال كأنه صام سنة كاملة.
قال النووي: فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه السنة، وقال مالك وأبو حنيفة: يكره ذلك. قال مالك في الموطأ ما رأيت أحداً من أهل العلم يصومها، قالوا: فيكره لئلا يظن وجوبه، ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها. وقولهم: (قد يظن وجوبها) ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب. قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر، فإن فرقها أو أخرها من أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستاً من شوال. قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام ادهر لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي ص ٥٦ جـ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>