للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمع

والترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

١ - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: "لا تزالُ المسأَلَةُ (١) بأحدكم حتى يلقى الله تعالى، وليس في وجهه مُزْعَةُ لحمٍ" رواه البخاري ومسلم والنسائي.

[المزعة]: بضم الميم، وسكون الزاي، وبالعين المهملة: هي القطعة.

٢ - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله قال: "إنما المسائل (٢) كُلُوحٌ يَكْلَحُ بها الرجلُ وجههُ، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سُلطانٍ، أو في أمرٍ لا يجدُ فيه بُداً" رواه أبو داود والنسائي والترمذي. وعنده المسألةُ كَدُّ يَكُدُّ بها الرجلُ وجهه. الحديث، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ: كَدٌّ في رواية: وَكُلُوحٌ في أخرى.

[الكلوح]: بضم الكاف آثار الخموش.

٣ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: "المسألة كُلُوحٌ (٣) في وجه صاحبها يوم القيامة، فمن شاء استبقى على وجهه" الحديث. رواه أحمد، ورواته كلهم ثقات مشهورون.

٤ - وعن مسعود بن عمروٍ رضي الله عنه أن النبي قال: "لا يزالُ العبدُ يسألُ وهو غنيٌّ حتى يَخْلَقَ (٤) وجههُ فما يكون له عند الله وجهٌ" رواه


= والمرتشي والراتش" فالراتش هو الذي يرشي المرتشي من مال الراشي فيأخذ له الرشوة منه، فكل مال كسبه ذو الوجاهة عند السلطان من ذوي الحوائج إليه بجاهه فهو عند مالك رحمه الله سحت. والقضاء فيه أن يرد إلى أصحابه فإن لم يعلموا رفعه السلطان إلى بيت مال المسلمين، وروي أن النبي قال: "هدايا العمال من السحت" وقال ابن عمر رضي الله عنه: "هدايا الأمراء غلول" أهـ. ص ١٥٩ المدخل.
(١) الشحاذة وسؤال الناس، ودناءة الفعل، وقلة المروءة.
(٢) الذي يسأل الناس.
(٣) عبوس؛ يقال: كلح الرجل، وأكلحه الهم. والمعنى أن الشحاذة دناءة وخسة، وتدل على رداءة الحال وانقلاب جمال الوجه.
(٤) يبلى ويصير خلقاً ممتهناً ذابلاً تذهب نضارته، ويزول بهاؤه من الشحاذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>