للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده]

١ - عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحْصُوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يُحافظ على الوضوء إلا مُؤمن. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، ولا علة له سوى وهم أبي بلال الأشعرى، ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق أبى بلال، وقال في أوّله: سَدِّدُوا وقارِبُوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، والحديث. رواه بن ماجه أيضاً من حديث ليث هو ابن سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر من حديث أبى حفص الدمشقي، وهو مجهول عن أبي أمامة يرفعه.

٢ - وعن ربيعة الجُرَشِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استقيموا (١)، ونِعِمَّا إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء، فإن خير أعمالكم الصلاة، وتحفظوا (٢)

من الأرض فإنها أُمُّكم، وإنه ليس أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهى مُخبرةٌ به. رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة.

(قال المْملى الحافظ عبد العظيم): وربيعة الجرشى مختلف في صحبته، وروى عن عائشة وسعد وغيرهما، قتل يوم مرج راهط.


(١) امشوا على سنن الحق والشرع، فالاستقامة مثال التقوى الكامل وهى أحصن المعاقل، وأعذب المناهل وأنفع الذخائر: يوم تبلى السرائر. ولذا مدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ونعما) لأن الاستقامة أفضل الأعمال، وأوضح المسالك إلى الفوز برضا المتعال، وأجلب الأشياء للسعادة الباقية، وأجناها لقطوف الجنان الدانية، وتتفتح عن نور الصلاح.
(٢) يبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الأرض، وأمكنتها على ما عمل فوقها، ويأمر المسلمين أن يحترسوا أن يفعلوا على وجهها شرا، ويعملوا الخير رجاء أن تشهد الأرض بحسن الأعمال. قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ١١٣، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ١١٤ من سورة هود. قال البيضاوى: لما بين أمر المختلفين في التوحيد والنبوة، وأطنب في شرح الوعد والوعيد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستقامة مثل ما أمر بها، وهي شاملة للاستقامة في العقائد كالتوسط بين التشبيه والتعطيل بحيث يبقى العقل مصونا من الطرفين , والأعمال من تبليغ الوحى، وبيان الشرائع كما أنزل، والقيام بوظائف العبادات من غير تفريط وإفراط مفوت للحقوق ونحوها، وهى في غاية العسر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (شيبتنى هود).

<<  <  ج: ص:  >  >>