(٢) يبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الأرض، وأمكنتها على ما عمل فوقها، ويأمر المسلمين أن يحترسوا أن يفعلوا على وجهها شرا، ويعملوا الخير رجاء أن تشهد الأرض بحسن الأعمال. قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ١١٣، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ١١٤ من سورة هود. قال البيضاوى: لما بين أمر المختلفين في التوحيد والنبوة، وأطنب في شرح الوعد والوعيد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستقامة مثل ما أمر بها، وهي شاملة للاستقامة في العقائد كالتوسط بين التشبيه والتعطيل بحيث يبقى العقل مصونا من الطرفين , والأعمال من تبليغ الوحى، وبيان الشرائع كما أنزل، والقيام بوظائف العبادات من غير تفريط وإفراط مفوت للحقوق ونحوها، وهى في غاية العسر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (شيبتنى هود).