إن الله تعالى لا يخفى عليه إحالة أبصارهم، واستعمال سائر حواسهم، وتحريك جوارحهم وما يقصدون بها فليكونوا على حذر منه في كل حركة أو سكون - والسيدات لا ينظرن إلى ما لا يخل لهن النظر إليه من الرجال ويحفظن فروجهن بالتستر، وكذا جميع جسمهن - قال البيضاوى: أو التحفظ على الزنا، وتقديم الغض، لأن النظر بريد الزنا، ولا يظهرن حليهن وثيابهن وأصباغهن - فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شئ منها إلا لضرورة كالمعالجة، وتحمل الشهادة، وليسترن أعناقهن إلى آخره أهـ. فهذا تحرم عام، فما بالك بالحمامات! وهى مواطن الاختلاط، ومجلبة الفساد، وكشف العورات. (١) جثة الكافر التي فارقتها الحياة تبعد منها ملائكة الرحمة، والكافر الحى تضحبه الملائكة الحفظة ورقيب وعتيد، ويرجى إسلامه. (٢) التضمخ: التلطخ به والخلوق. قال في النهاية: طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهى عنه، والنهى أكثر وأثبت، وإنما نهى عنه لأنه من طيب النساء، وكن أكثر استعمالا له منهم، والظاهر أن أحاديث النهى ناسخة أهـ. (٣) في البخاري (كان صلى الله عليه وسلم يغسل فرجه ويتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم ينام (في الجنابة). فالمؤمن الذي يريد رحمة الله تشمله وملائكة الرحمة تحيط به وتستغفر له قبل أن ينام يتوضأ إذا لم يرد الغسل من الجنابة. وهنا أندد على أولئك المجرمين الذي يصبحون جنباً ويغسلون وجوههم كما تغسل الأعاجم، ثم يذهبون إلى محال أعمالهم أو مدارسهم. يا عجباً! رجل قرأ القرآن في حياته وأعلم أنه يؤدى أعمال درسه وهوجنب ويتبجح ويذكر جنابته!!! إن هذا ملعون والله غضابن عليه وهو آثم وملائكة الرحمة تهجره - هذا إلى ضياع وقت الصلاة وترك صلاة الصبح؟ وربما مرت عليه آية قرآنية فيتلوها كالببغاء. أيها المسلمون: تطهروا من الجنابة في وقتها أو توضئوا وناموا، ثم بكروا للغسل وصلوا الصبح في وقته رجاء أن الله يكلؤكم ويقيكم شر الأذى، ويغدق عليكم بنعمه، ويكثر خيراته. عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ فيدركه فيكبه في نار جهنم) صفحة ٩٨ مختار الإمام مسلم الجزء الثانى.