للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبصاركم. رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن زحر عن علىّ بن زيد وقدحشاه بعضهم.

الترغيب في التأمين خلف الإمام وفى الدعاء

وما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين (١). فإنه من وافق قوله قول الملائكة (٢) غفر له ما تقدم من ذنبه (٣). رواه مالك والبخاري، واللفظ له، ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.


= ياأخى: قف خاشعاً في صلاتك، واجتهد أن تنتظم في الصف، وانظرإلى مكان سجودك، أ, اغمض العينين وفكر في معنى ما تقرأ، واشغل قلبك بصلاتك فقط رجاء إسباغ نعم الله عليك ووفرتها، وإغداق حسنات مولاك عليك وكثرتها فتفوز بالحسنى والسعادة في الحياة. قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ١٠ دعواهم فيها سبحانك اللهم وتيحتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) ١١ من سورة يونس. أي بسبب إيمانهم، وإخلاصهم لربهم، وحب العمل بشريعة نبيهم أضاء الله لهم طريق الجنة فسلكوا وأدركوا الحقائق باتباع السنة كما قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم). وإن دعاءهم في الجنة: اللهم إنا نسبحك تسبيحاً، وتحييهم الملائكة، ويحيى بعضهم بعضاً بالسلام، وآخر دعائهم الثناء على الله. قال البيضاوى: ولعل المعنى أنهم إذا دخلوا الجنة وعاينوا عظمة الله وكبرياءه مجدوه ونعتوه بنعوت الجلال ثم حياهم الملائكة بالسلامة من الآفات والفوز بأصناف الكرامات، أو الله تعالى فحمده، وأثنوا عليه بصفات الإكرام، و (أن) هى المخففة من الثقيلة، وقد قرئ بها، وبنصب الحمد أهـ ص ٣٠١. إن مضمون الباب كله الإنذار والعقاب لمن لم يسو الصف، ومن سوى الصف رضي الله عنه ورحمه وأدخله الجنة بدليل صلاته تعالى عليه وملائكته. ونتيجة ذلك نعيم الله، وهو ما تعنيه في الآية رجاء أن تكون من الصالحين المؤمنين.
(١) أي امنوا معه. قال النووي: فيه استحباب التأمين للإمام والمأموم والمنفرد؛ وأنه ينبغى أن يكون تأمين المأموم مع تأمين الإمام لا قبله ولا بعده. ويسن للإمام والمنفرد الجهر بالتأمين، وكذا المأموم على المذهب الصحيح. هذا تفصيل مذهبنا، وقد اجتمعت الأمة على أن المنفرد يؤمن، وكذلك الإمام والمأموم في الصلاة السرية، وكذلك قال الجمهور في الجهرية، وقال مالك رحمه الله تعالى في رواية: لا يؤمن الإمام في الجهرية. وقال أبو حنيفة رضي الله عنه والكوفيون ومالك في رواية: لا يجهر بالتأمين. وقال الأكثرون: يجهر. أهـ ص ١٣٠ جـ ٤.
(٢) قال النووي: معناه وافقهم في الصفة والخشوع والإخلاص. واختلفوا في هؤلاء الملائكة، فقيل: هم الحفظة، وقيل: غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم (فوافق قوله قول أهل السماء). وأجاب الأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهى إلى أهل السماء أهـ.
(٣) يتجلى ربنا بالمغفرة لمن ترقب الإمام، وقال معه آمين مع خشوع وذلة وإحضار =

<<  <  ج: ص:  >  >>