للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها]

فيه حديث ابن عمر وغيره

١ - عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: بُنِىَ (١) الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن غير واحد من الصحابة.

٢ - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما (٢)

نحن جلوس عند


(١) معنى بنى: أقيم وأسس، والإسلام والإيمان في هذا الحديث على سبيل الترادف والتوارد، قال تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ولم يكن باتفاق إلا ببيت واحد، وقال تعالى: (ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين).
وفي حديث ابن عباس في قصة وفد عبد القيس (تدرون ما الإيمان)؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان وتحجوا البيت) قال الخطابي: والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام في هذا ولا يطلق، وذلك أن المسلم قد يكون مؤمنا في بعض الأحوال ولا يكون مؤمناً في بعضها والمؤمن مسلم في جميع الأحوال أهـ.
(٢) في نسخة: بينا ١٢١ ع.
قال الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوى الشافعي رحمه الله: جعل النبى صلى الله عليه وسلم الإسلام إسما لما ظهر من الأعمال وجعل الإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان والتصديق بالقلب ليس من الإسلام، بل ذلك تفصيل لجملة هى كلها شئ واحد وجماعها الدين، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعا. يدل عليه قوله سبحانه وتعالى:
(أ - إن الدين عند الله الإسلام.
ب - ورضيت لكم الإسلام دينا.
جـ - ومن و - يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) فأخبر سبحانه وتعالى أن الدين رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام ولا يكون الدين في محل القبول والرضا إلا التصديق إلى العمل أهـ.
وقال الأصبهاني الشافعي رحمه الله: الإيمان في لسان الشرع هو التصديق بالقلب، والعمل بالأركان، وإذا فسر بهذا تطرق إليه الزيادة والنقص، وهو مذهب أهل السنة، فالخلاف في هذا على التحقيق، إنما هو أن المصدق بقلبه إذا لم يجمع إلى تصديقه العمل بمواجب الإيمان هلى يسمى مؤمناً مطلقاً أم لا؟، والمختار عندنا أنه لا يسمى به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن) لأنه لم يعمل بموجب الإيمان فيستحق هذا الإطلاق.
وقال الإمام أبو الحسن على بن خلف بن بطال المالكى المغربى في شرح صحيح البخاري: مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والحجة على زيادته ونقصه ما أورده البخاري من الآيات. يعنى قوله عز وجل: (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) وقوله تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى) وقوله تعالى: (ويزداد الذين آمنوا إيمانا) قوله تعالى (أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزداتهم إيمانا) وقوله تعالى: (ومازادهم إلا إيمانا وتسليما). =

<<  <  ج: ص:  >  >>