وسترتها بتواضعي فتظلمت ... أعناقها تعلو على الأستار ومن الرجال معالم ومجاهل ... ومن النجوم غوامض ودراري والناس مشتبهون في إيرادهم ... وتفاضل الأقوام في الإصدار عمري لقد أوطأتهم طرق العلا ... فعموا فلم يقفوا على آثاري لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ... وعمي البصائر من عمى الأبصار هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا ... أو سلموا لمواقع الأقدار وفشت خيانات الثقات وغيرهم ... حتى اتهمنا رؤية الأبصار ولربما اعتضد الحليم بجاهل ... لا خير في يمنى بغير يسار وقال آخر: ما للزمان على المروءة عار ... ما عنده في منكر من عار أشكو إلى الله الزمان فدأبه ... عز العبيد وذلة الأحرار لا غرو إن حسدت بنوء مناقبي ... كل على مجرى أبيه جار وارحمتا للحاسدين فنارهم ... قد سعرت بعدا لها من نار وإذا جرى ذكرى تكاد قلوبهم ... تنشق أو تغتالني بشرار كرهوا عطاء الله لي يا ويحهم ... لشقائهم كرهوا صنيع الباري ويزيدهم ناراً وقود قريحتي ... وبلوغ أخباري إلى الأقطار فاحذر بني الدنيا وكن في غفلة ... عنهم وجانب كل كلب ضار واحفظ لصاحبك القديم مكانه ... لا تترك الود القديم لطاري وقال المتنبي: وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون على الضياء تطيع الحاسدين وأنت مرؤ ... جعلت فداءه وهم فدائي وهاجي نفسه من لم يميز ... كلامي من كلامهم الهراء (١) وقال الطغرائي: جامل عدوك ما استطعت فإنه ... بالرفق يطمع في صلاح الفاسد واحذر حسودك ما استطعت فإنه ... إن نمت عنه فليس عنك براقد إن الحسود وإن أراك توددا ... منه أضر من العدو الحاقد ولربما رضي العدو إذا رأى ... منك الجميل فصار غير معاند ورضا الحسود زوال نعمتك التي ... أوتيتها من طارف أو تالد فاصبر على غيظ الحسود فناره ... ترمي حشاه بالعذاب الخالد =