للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم]

١ - عنْ عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهمَّ إني أسألك بأني أشهد أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد (١) الذي لم يلد ولم يولد (٢) ولمْ يكنْ له كفواً أحد (٣)، فقال: لقد سألت الله بالاسمِ الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنه قال فيها: لقد سألت الله باسمه الأعظم. وقال صحيح على شرطهما.

[قال المملي] قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وإسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسنادا منه.

٢ - وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: سمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو يقول: ياذا الجلال (٤) والإكرام، فقال: قد استجيب لك فسلْ (٥). رواه الترمذي وقال: حديث حسن.


= قليلا، وعمر أن يخفض قليلا. وقيل معناه لا تجهز بصلاتك كلها، ولا تخافت بها بأسرها، خذ الإخفات نهاراً، والجهر ليلا) أهـ بيضاوي.
وقد حكى الله تعالى عن سيدنا يعقوب عليه السلام حين طلب أولاده الصفح عنهم (قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم (٩٨) من سورة يوسف أخره إلى السحر، أو إلى صلاة الليل، أو إلى ليلة الجمعة تحريا لوقت الإجابة أو إلى أن يستحل لهم من يوسف، أو يعلم أنه عفا عنهم، فإن عفو المظلوم شرط المغفرة، ويؤيده ماروي أنه استقبل القبلة قائماً يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين حتى نزل جبريل عليه السلام، وقال إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك، وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة أهـ بيضاوي ص ٣٥١.
وقال تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم) ٥٤ من سورة الأنعام، هم الذين يدعون ربهم المواظبون على العبادة، أمره سبحانه بالتسليم عليهم ويبشرهم بسعة رحمة الله تعالى وفضله وتقبل توبة المسيء ودعاء الراجي عفو ربه متلبسا بفعل الجهالة لا يعلم ما يضره.
(١) هو السيد الذي انتهى إليه السودد، وقيل هو الدائم الباقي، وقيل هو الذي لا جوف له، وقيل هو الذي يصمد إليه في الحوائج: أي يقصد أهـ نهاية.
(٢) لا ولد له، ولا أب، ولا أم.
(٣) شبيه أو مثيل.
(٤) صاحب العظمة، كامل الصفات والجود الجم.
(٥) اطلب من الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>