وقد حكى الله تعالى عن سيدنا يعقوب عليه السلام حين طلب أولاده الصفح عنهم (قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم (٩٨) من سورة يوسف أخره إلى السحر، أو إلى صلاة الليل، أو إلى ليلة الجمعة تحريا لوقت الإجابة أو إلى أن يستحل لهم من يوسف، أو يعلم أنه عفا عنهم، فإن عفو المظلوم شرط المغفرة، ويؤيده ماروي أنه استقبل القبلة قائماً يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين حتى نزل جبريل عليه السلام، وقال إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك، وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة أهـ بيضاوي ص ٣٥١. وقال تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم) ٥٤ من سورة الأنعام، هم الذين يدعون ربهم المواظبون على العبادة، أمره سبحانه بالتسليم عليهم ويبشرهم بسعة رحمة الله تعالى وفضله وتقبل توبة المسيء ودعاء الراجي عفو ربه متلبسا بفعل الجهالة لا يعلم ما يضره. (١) هو السيد الذي انتهى إليه السودد، وقيل هو الدائم الباقي، وقيل هو الذي لا جوف له، وقيل هو الذي يصمد إليه في الحوائج: أي يقصد أهـ نهاية. (٢) لا ولد له، ولا أب، ولا أم. (٣) شبيه أو مثيل. (٤) صاحب العظمة، كامل الصفات والجود الجم. (٥) اطلب من الله.