قال الله تعالى: (له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور. آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) ٨ من سورة الحديد. الله أكبر. إله يسبح له ما في السموات وما في الأرض وهو الموجد لهما المتصرف فيهما ويأمر عباده الأغنياء بالإنفاق في البر لأنه تعالى جعلهم خلفاء في هذا المال يتصرفون فيه وهو وديعة وهو القادر على أخذه من يد أولئك الفسقة الفجرة الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله؛ ومن سبيل الله المساجد المساعدة على مشروعات العمل كمد سكك حديد أو ترام أو إنشاء خطوط سيارات أو طيارات أو إنشاء مدارس ومعاهد أو فتح حوانيت لإيجاد أعمال للعاطلين لله. لعلك فهمت حكمة اجتماع المسلمين في المساجد ليرى غنيهم فقيرهم فيعطف عليه أو طبيبهم مريضهم فيعالجه أو تاجرهم خالى عمل فيوجد له عملا. اذهب إلى الجمعية الشرعية بالقاهرة التى أنشأها المرحوم أستاذنا الشيخ محمود خطاب. تجد مصانع للغزل والنسيج يعمل فيها مئات الصالحين ويجتمع في درسه الحلاق والبناء والتاجر والزارع والحداد والموظف والنجار والخضرى والقصاب؛ فيقف عاطل ويطلب من فضيلة الأستاذ عملا والشيخ ينصحهم ويعلمهم وحينئذ يطلبه التاجر إن رأى فيه كفاءة القيام بالتجارة أو الصناعة، وهكذا يحن إليه ابن حرفته ويميل إليه ابن مهنته. صلى الله عليك يا رسول الله تعلم أمتك الاجتماع على البر والاتحاد على الخير واتباع رأى الجمهور وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (الإنابة إلى دار الخلود).