للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط.


= والدليل من الكتاب قول الله تبارك وتعالى
(فأما إن كان من المقربين. فروح وريحان وجنة نعيم. وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) ٩٢ من سورة الواقعة. أي أن الذى حافظ على الذهاب إلى المسجد في أوقات صلاته وتوفى فله (روح) إلى استراحة دائمة (وريحان) أي رزق طيب، وقيل لأعرابى: إلى أين؟ فقال: أطلب من ريحان الله: أي من رزقه، وروى (الولد من ريحان الله) وذلك كنحو ما قال الشاعر:
يا حبذا ريح الولد ... ريح الحزامى في البلد
الله الله. عباد الله. إن نبيكم صلى الله عليه وسلم يرشد الذين يودون النسل، ولا يعيش لهم ولد أن يكثر من الاعتكاف في المساجد يتضرع إلى الله ليعطيه الله (وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح) هذا إلأى حياة مغمورة بالرغد والرزق الحسن الطيب.
انظر رعاك الله إلى الملوك السابقين، والأغنياء الماضين: شادوا مساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، فكان نصيبهم من عظيم الأجر كما قرئ في الآية (فروح) بالضم، وفسر بالرحمة لأنها كان كالسبب لحياة المرحوم، وبالحياة الدائمة، وأعتقد أن الله رحمهم. لماذا؟ لأنهم كانوا سبباً لرزق ملايين من الأنفس. كل مسجد فيه إمام ومؤذن وخدم يبتغون من فضل الله، ومنشئ المسجد: وفقه الله تعالى لذلك. أما إغنياء المسلمين الآن فلا يبنون مساجد، ولذا أموالهم تصرف في المحارم، وتنفق في المكروهات، ويذهبون إلى بلاد الأفرنج، ويضيعون أموالهم سدى؛ وأمامهم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يدعوان لتشييد الصالحات الباقيات فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي حديث ٧ دعوة النبى صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ بالرأى العام، وجمع كلمة المسلمين لينجحوا في الحياة. هل تقرأ تاريخ الصدر الأول لينبئك عن عزة الإسلام، وكيف كان المؤمنون عليه! أما الآن فعرى الاتحاد مفككة، وقلوب المسلمين متنافرة خالية من التوكل على الله، والاعتماد عليه، وآذانهم معرضة عن كتاب الله، ولذا تفرقت قوتهم، وانحلت رابطتهم، وأصبحوا أذلاء، ونبيهم صلى الله عليه وسلم يقول لهم: كتاب الله، ولذا تفرقت قوتهم، وانحلت رابطتهم، وأصبحوا أذلاء، وبينهم صلى الله عليه وسلم يقول لهم: (وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد). ياأخى: المسجد لماذا؟ ليقوى المحبة لله، ويجدد الرابطة لله، ويزيل الضغائن من القلوب لله، وليجمع الكلمة لله، وليوجد الألفة لله، وحينئذ تشرق شمس السعادة، والعزة على المسلمين العاملين بقول سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) ٩ من سورة المنافقون (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصحبوا ظاهرين) أي أيدنا أنصار الله وأصفياءه بالحجة والقوة في الحرب، فصاروا غالبين، والحمد لله، وهذه الآية مسوقة للحواريين أتباع سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن النصر عاقبته لكل مؤمن متحد.
قد يقول قائل: إن مساجد الله الآن كثيرة، فماذا يصنع أغنياء المسلمين؟. أجيب بإنشاء مصانع يأوى إليها آلاف العاطلين من أبناء الأمة. رب فقير كسوته وأطعمته؛ فحمد الله فشكر الله لمؤسس هذا الصنيع وشكر الله رحمته وإحسانه أو إقامة ملاجئ لتربية اليتامى أو مصحات ومشافى لمداواة المرضى الفقراء. فكما يرغب صلى الله عليه وسلم في تعمير المساجد يرهب صلى الله عليه وسلم ذلك الغنى الذى عاش لنفسه؛ ولقضاء لذاته ولإدراك شهواته ولا يرعى حق جاره وبنى وطنه. والدنيا ظل زائل فيدركه الموت ولم يخلد له عملا باقيا هذا الذى إن عاش لا يعتنى به وإن مات لم تحزن عليه أقاربه.
أيها الأغنياء المسلمون والله إن إيمكانكم بالله وحده في غير مكرمات تشيد لإيمان ناقص وسيحاسبكم الله حساباً عسيرا على هذه الأموال حتى تنفق في المحرمات. أخرجوا الأموال من بطون الأرض أو من المصارف =

<<  <  ج: ص:  >  >>