للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمه

وما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

١ - عنْ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الذي ليس في جوفهِ شيء من القرآن كالبيت الخرب (١). رواه الترمذي والحاكم كلاهما من طريق قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه عن ابن عباس، وقال الحاكم: صحيح الإسناد وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

٢ - وعنْ عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: إن أصغر البيوت (٢) بيت ليس فيه شيء من كتاب الله. رواه الحاكم موقوفاً، وقال: رفعه بعضهم.

٣ - وعنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرضتْ عليَّ أجور أمَّتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت عليّ ذنوب أمَّتي فلم أر ذنبا أعظم من سورةٍ من القرآن، أو آيةٍ أوتيها رجل ثمَّ نسيها (٣) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، كلهم من رواية المطالب بن عبد الله بن حنطب عن أنس.

(قال الحافظ) وتقدم الكلام عليه في تنظيف المساجد.

٤ - وعنْ سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرئٍ يقرأ القرآن، ثمَّ ينساه إلا لقي الله أجذم (٤). رواه أبو داود عن يزيد ابن أبي زياد. عن عيسى بن فائد. عن سعد.

(قال الحافظ) ويزيد بن أبي زياد: هو الهاشمي مولاهم، كنيته أبو عبد الله، يأتي الكلام عليه، ومع هذا فعيسى بن فائد إنما روي عمن سمع سعدا. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره.

(قال الخطابي) قال أبو عبيد: الأجذم، المقطع اليد، وقال ابن قتيبة: الأجذم ها هنا:


(١) يشبه الله صلى الله عليه وسلم قلب الرجل الذي لا يحفظ شيئا من القرآن بالبيت المظلم القذر الخرب الخالي من العمران المهدم الأركان.
(٢) أحقرها وأقلها بركة، وفيه الحث على قراءة القرآن في البيت.
(٣) ترك التلاوة فيها: وفيه التحذير من الغفلة عن استذكار القرآن، والدعوة إلى قراءة ما تيسر.
(٤) أي مقطوع اليد، من الجذم، وهو القطع. أهـ نهاية ص ١٥١ جـ ١.
أي يأتي: مصابا بأمراض منقصة لبهاء جسمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>