للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلْ يا أيها الكافرون: تعدل ربع القرآن. رواه الترمذي والحاكم كلاهما عن يمان بن المغيرة العنزي، حدثنا عطاء عن ابن عباس، وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

٢ - وعنْ أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ منْ أصحابه: هل تزوجت (١) يا فلا؟ قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوَّج به.

قال: أليس معك قلْ هو الله أحد (٢) قال: بلى. قال: ثلث القرآن (٣). قال أليس معك: إذا جاء نصر الله والفتح؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. قال أليس معك: إذا جاء نصر الله والفتح؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. قال أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن تزوَّج تزوَّج (٤). رواه الترمذي عن سلمة ابن وردان عن أنس، وقال: هذا حديث حسن انتهى، وقد تكلم في هذا الحديث مسلم في كتاب التمييز، وسلمة يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.

[الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر]

١ - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يستطيع أحدكمْ أن يقرأ ألف آيةٍ كلَّ يومٍ؟ قالوا: من يستطيع ذلك؟ قال: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ لها كم التكاثر (٥). رواه الحاكم عن عقبة بن محمد بن نافع عن ابن عمر، ورجال إسناده ثقات إلا أن عقبة لا أعرفه.


(١) دخلت على امرأة في نكاح حلال. شأن الرئيس الرءوف برعيته أن يسأل عن أحوال أفرادها.
(٢) ألست تحفظ هذه السورة.
(٣) كأنك فهمت معاني ثلث القرآن، وحويت ثواب تلاوته.
(٤) أمره صلى الله عليه وسلم بالزواج، وجعل مهر عروسه هذا القدر من المهر.
(٥) هذه السورة تشمل قراءتها ثواب من قرأ آية في غيرها لما فيها من اليقظة، وترك الغفلة، والأخذ في الانتباه في العمل الصالح في الدنيا خشية الموت، فلا يجد الغافل العاصي شيئا يقيه من عذاب الله (ألهاكم) شغلكم التباهي بالكثرة حتى متم مضيعين أعماركم في طلب عما هو أهم لكم، وهو السعي لأخراكم، والخطاب مخصوص بكل من ألهته دنياه عن دينه والنعيم بما يشغله.

<<  <  ج: ص:  >  >>