للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شئ من الليل]

١ - عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: ذُكِرَ عند النبى صلى الله عليه وسلم رجلٌ نام ليلةً حتى أصبح قال: ذاك (١)

رجل بال (٢) الشيطان في أذنيه، أو قال في أُذُنه. رواه البخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجه وقال:

في أذنيه على التثنية من غير شكً، ورواه أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة وقال: في أُذنه على الإفراد من غير شكً، وزاد في آخره. قال الحسن: إن بوله والله ثقيلٌ.

٢ - وروى الطبراني في الأوسط حديث ابن مسعود رضي الله عنه، ولفظه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد العبد الصلاة من الليل أتاه ملكٌ (٣) فقال: له: قم فقد أصبحت، فصلِّ (٤) واذكر رَبَّك فيأتيه الشيطان فيقول: عليك ليلٌ طويلٌ وسوف تقوم، فإن قام فصلى أصبح نشيطاً خفيف الجسم قرير العين (٥)، وإن هو أطاع الشيطان حتى أصبح بال في أُذُنه.

٣ - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لاتكن مثل فُلانٍ كان يقوم الليل فترك قيام الليل. رواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم.


(١) كذا ن ط وع ص ٢١١، وفي د: ذلك.
قال النووي: وفيه الحث على الإقبال على الصلاة بخشوع، وفراغ قلب ونشاط، وفيه أمر الناعس بالنوم أو نحوه مما يذهب عنه النعاس، وهذا عام في صلاة الفرض والنفل في الليل والنهار، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور لكن لايخرج فريضة عن وقتها. قال القاضى: وحمله جماعة ومالك على نفل الليل، لأنه محل النوم غالبا. أهـ ص ٧٤ جـ ٦.
(٢) قيل: معناه سخر منه، وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله عز وجل كقول الشاعر: * بال سهيل في الفضيخ ففسد *
أي لما كان الفضيخ يفسد بطلوع سهيل كان ظهوره عليه مفسدا له. وعن الحسن مرسلا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (فإذا نام شغر الشيطان برجله فبال في أذنه) أهـ نهاية. وسهيل الفضيخ كوكبان، وشغر رفع إحدى رجليه ليبول وشغرت المرأة: رفعت رجلها للنكاح، وشغر البلد شغوراً من باب قعد إذا خلا عن حافظ يمنعه. تعبير في غاية الأدب، ومنتهى الحكمة.
والمعنى أن الشيطان يسلح على الغافل تارك التهجد. وهو كالتغوط للإنسان.
(٣) من ملائكة الرحمة الحفظة.
(٤) قربت في السحر فتهجد.
(٥) مسرورا، أقر الله عينه أعطاه حتى تفرح، فلا تطمح إلى من هو فوقه، ودمعة السرور باردة، والحزن حارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>