غرد الطير فنبه من نعس ... وادكر كأسك فالعيش خلس سل سيف الفجر من غمد الدجى ... وتعرى الصبح من ثوب الغلس وأنجلى في حلة فضية ... ما بها من ظلمة الليل دنس وقال أبو فراس: مددنا علينا الليل والليل راضع ... إلى أن تردى رأسه بمشيب بحال ترد الحاسدين بغظيهم ... وتطرف عنا عين كل رقيب إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه ... مبادى نصول في عذار خضيب ومن رسالة للقاضى الفاضل فلما قضى الليل نحبه، وأرسل الصباح على دهمه شبهه شمل الليل إزاره، ووضع النجم أوزاره، ونزح بالطيف طاردا، وظل وراء الصبح ناشدا، وفجر الفجر، نهر النهار، واسترد البنفسج، وأهدى البهار، فمواكب الكواكب منهزمة وغرة الفجر مبتسمة. وتزوج بعض الأعراض بأربع نسوة، فأراد أن يختبر عقولهن، فقال لإحداهن: إذا دنا الصبح فأيقظنى فلما دنا الصبح قالت له: قم غارت صغار النجوم، وبقى أحسنها وأضوؤها وأكبرها، وبرد الحلى على جسدى واستلذذ باستنشاق النسيم. وقالت الثانية في ليلتها: قم ضحكت السماء من جوانبها، ولم تبق نابتة إلا فاحت روائحها، وعينى تطالبنى بإغفاءة الصباح، وقالت الثالثة، في ليلتها: قم لم يبق طائر إلا غرد، ولا ملبوس إلا برد، وقد صار للطرف في الليل مجال، وليس ذلك إلا من دنو الصباح. (١) في نسخة: الفجر ١٥١ ع. (٢) جلس في مصلاه وهو متوضئ نال ثواب حجة وعمرة - حجة تؤدى أركان الحج في وقت عرفة - ويوم عرفة، والوقوف به ركن من أركان الحج - والعمرة كذلك أركان الحج - =