للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ركعتين كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامةٍ تامةٍ تامةٍ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

٢ - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقعد أُصلى مع قومٍ يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة (١) حتى تطلع الشمس أحبُّ إلى من أن أعتق أربعة (٢) من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قومٍ يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعةً. رواه أبو داود وأبو يعلى. قال في الموضعين: أحبُّ إلى من أعتق أربعةً من ولد إسماعيل، دية كل واحدةٍ (٣) منهم اثنا عشر ألفاً. رواه ابن أبى الدنيا بالشطر الأول إلا أنه قال: أحب إلى مما طلعت عليه الشمس.

٣ - وعن سهل بن معاذٍ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قعد في مصلاة حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يُسبح (٤) ركعتى الضحى لا يقول إلا خيراً غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر. رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى، وأظنه قال:


= وليس فيها الوقوف بعرفة، وليس هذا يسقط فرض الحج على المسلم القادر المستطيع بل له ثوابه، وإن استطاع الحج ولم يحج نقص ركناً من إسلامه.
(١) الزمن من الفجر كما فسروا الغدوة ما بين الغداة إلى طلوع الشمس.
(٢) في نسخة: رقبة أي ينال ثواباً جزيلا من الله جل وعلا مثل من أعتق أربعة من بنى آدم وأزال عنهم الرق، وفك العبودية، وتركهم أحرارا.
(٣) في نسخة: رجل: أي الثواب الذى يناله المصلى المنتظر من العصر إلى المغرب جزيل جداً كأنه أنفق في سبيل الله عشرة ألفا من الدراهم أو الجنيهات، وهذا ترغيب في جلوس المرء في مصلاة يكثر من ذكر الله وتسبيحه، والاستغفار، والصلاة على المختار صلى الله عليه وسلم، فالدنيا فانية، وهذا سبيل إرضاء المولى جل وعلا.
(٤) في نسخة: يصلى: أي الذى صلى الصبح، وجلس على مكان طاهر يعبد الله حتى ارتفعت الشمس قدر رمح وصلى ركعتى الضحى غفر الله ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر أي رغواته وفقاقيعه وذراته الدقيقة. فأقبل رعاك الله على العمل بهذا الحديث الصحيح، وصل الصبح في وقته، واعبد ربك في هذا الوقت البديع رجاء أن تمحى سيئاتك، فتستقبل أعمال نهارك بصدر منشرح، وتغر باسم والله عنك راض، ولست من الذين يعنيهم النبى صلى الله عليه وسلم: في قوله (من أصبح والدنيا أكبر همه، فليس من الله فى شئ، وألزم الله قلبه أربع خصال: هما لا ينقطع عنه أبداً، وشغلا لا يتفرغ منه أبداً، وفقراً لا يبلغ عناء ابداً، وأملا لا يبلغ منتها أبدا) ماذ تنتظر أيها الغافل تارك صلاة الصبح؛ قد خيم عليك الكسل ونسج عليك العنكبوت، واستحوذك عليك الشيطان حتى أنساك اليقظة والقيام مبكراً، فأصبحت كما قال صلى الله عليه وسلم: (خبيث النفس كسلان) هل لك أن تجاهد نفسك وتستيقظ لصلاة الصبح في وقته لتستنشق نسيم الحياة، وتؤدى حق الله، وتشترى الجنة بانتظارك مدة على مصلاك تذكر الله سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>