للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: الْوَاحِدُ شَيْطَانٌ، والاثْنَانِ شَيْطَانَان، والثَّلاثَةُ رَكْبٌ. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

٥ - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا (١) أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ (٢) اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مِنْ قِلَّةٍ. رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولا يسنده كبير أحد، وذكر أنه روي عن الزهري مرسلاً.

[ترهيب المرأة أن تسافر وحدها بغير محرم]

١ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ (٣) تُؤْمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ سَفَراً يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فصاعِداً إِلاَّ وَمَعَهَا أَبُوهَا، أَوْ أَخُوهَا، أَوْ زَوْجُهَا، أَوِ ابْنُهَا، أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا (٤). رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة.


(١) طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو وجمعها السرايا سمواً بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشيء السري: النفيس، قيل سموا بذلك لأنهم ينفذون سراً وخفية أهـ نهاية.
يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد الصحبة وقوانين الحرب فجعل الرفقة المختارة المفضلة الخيرة أربعة، ثم بين أن أفضل السرية التي تغزو المكونة المعمورة من نحو ٤٠٠ فارس ثم نفى صلى الله عليه وسلم الغلبة والقهر والانهزام عن الجيش الذي بلغ نحو اثني عشر ألف ألف مقاتل مهاجم مدافع محارب.
(٢) ولن يغلب كذا د وع ص ٣٠٢ - ٢ وفي ن ط: ولم يغلب، والله أعلم.
(٣) أي مؤمنة كاملة الإيمان والإسلام.
(٤) ذو محرم كذا ط وع، وفي ن د: أو ذو رحم: أي قرابة متينة. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الحشمة والوقار والهيبة والجلال والاحترام وعدم الريبة والشك في عرض السيدة فنهاها أن تسافر بلا محرم لها يحفظها ويصونها ويراعي طلباتها ويمنع عنها الإثم والشبهة، ولقد رافقتني سيدة أثناء سفري لتأدية فريضة الحج، وكان عمرها فوق التسعين سنة فاختار أحد العلماء الصالحين العاملين خالي الشيخ محمد حسن رحمه الله تعالى أن تعقد عقدها الشرعي علي حتى نفر من هذا النهي ونعمل بقوله صلى الله عليه وسلم. فانظر رعاك الله مدى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين وسن آداب تزيدهم رفعة وسمواً وكمالاً وتقدماً وجلالاً وهيبة ووقاراً. والآن تخرج المتبرجات المتهتكات السافرات ولا يصحبها محرم، وتغشى دور الفجور ومحلات الفسوق بلا وازع أو رادع فلا حول ولا قوة إلا بالله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>