للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون]

١ - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاةً: من تقدم (١) قوماً وهم له كارهون (٢) ورجلٌ يأتى الصلاة دباراً (٣)، والدِّبَارُ (٤) أن يأتيها بعدأن تفوته، ورجل اعتبد محرَّراً (٥) رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية عبد الرحمن بن زياد الإفريقى.

٢ - وعن طلحة بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى بقومٍ، فلما انصرف قال إنى نسيت أن أستأمركم (٦) قبل أن أتقدم، أرضيتم بصلاتى؟ قالوا نعم، ومن يكره ذلك يا حوارىَّ (٧) رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل أم قوماً وهم له كارهون لم تجاوز صلاته أذنيه (٨) رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب، وهو الطلحى الكوفى، قيل فيه له مناكير.

٣ - وعن عطاء بن دينارٍ الهذلى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاةً، ولا تصعد إلى السماءِ، ولا تجاوزُ رُءُسوهم: رجلٌ أمّ قوماً وهم له كارهون، ورجلٌ صلى على جنازةٍ ولم يؤمر (٩)، وامرأَةٌ


(١) أم.
(٢) قالوا مبغضون، لأنهم رأوى تقصيراً في أفعاله وسيرته ورؤيته، ولم يتحر الحق وحسن العبادة.
(٣) أي بعد ما يفوت وقتها، والمراد أنه يأتى الصلاة حين أدبر وقتها، ومنه الحديث: (لا يأتى الجمعة إلا دبراً)، وحديث ابن مسعود: (من الناس لا يأتون الصلاة إلا دبراً).
(٤) في نسخة: وإدباراً.
(٥) اعتبد محرراً: أي جاء إلى حر مطلق الحرية، فأذله وأسره وجعله عبده وفى نسخة مخطوطة: اعتمد محرماً، أي فعل محرماً.
(٦) أن أستشيركم ومنه حديث المتعة: فأمرت نفسها أي شاورتها واستأمرتها.
(٧) ناصر ومساعد. والحواريون: أنصار سيدنا عيسى عليه السلام لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم. قال صلى الله عليه وسلم: (الزبير ابن عمتى وحوارى) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبى حوارى، وحوارى الزبير)، فتشبيه بهم في النصرة حيث قال: (من أنصارى إلى الله؟ قال. الحواريون نحن أنصار الله) أهـ غريب القرآن ص ١٣٥.
(٨) أكره الناس على الصلاة وراءه وهو فاسق أوعاصٍ، وطهارته ناقصة فصلاته مردودة لم تصعد إلى الخالق جل وعلا، ولم يدون في صحائفه تمامها.
(٩) دفع نفسه للصلاة على ميت بلا إذن من أصحاب الجنازة وتقدم على من هو أفضل منه وأفقه وأورع وأولى، وهو جاهل غر غير فقيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>