هؤلاء ثلاثة لم تهذبهم صلاتهم، ولم تغرس فيهم خوف الله وخشيته ومحبته، وأعمالهم تضرب في وجوههم ولم يقبلها ربهم. أولا: المتصدى للإمامة وليس أهلا لها وجيرانه وأخدانه ومعارفه خبيرون بفسقه وفجوره، وظلمه وغشه وعصيانه، ومع ذلك يجبرون على الصلاة وراءه خوفا من بطشه، ومداراة ظلمه وقهره وسطوته وجاهه. ثانياً: الصلاة على الجنازة فرض كفاية، فيتصدى لهامن ليس أهلا لها، ويصلى مدفوعاً بدافع الإمرة، ونفوذ الكلمة، ولا ينتظر إذنا من أصحابها، إذ السنة أن يصلى على الميت أهله أو يختارون العلماء الفضلاء. ثالثاً: امرأة عاصية زوجها ناشزة يريد زوجها أن يعصم نفسه وإياها ويتقرب إليها تقرب الرجل لزوجه فترفض عناداً وتمتنع انتقاماً فهى مجرمة معرضة نفسها لغضب الله وملائكته. قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فابت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح). فعليك أخى بتجميل نفسك وتزودها بتقوى الله وتترك الإمامة للكفء الصالح، وتؤدى الصلاة في أوقاتها وإذا تقدمت فكن كسيدنا طلحة بن عبد الله يتواضع ويستشير أصحابه ويطلب تقدم غيره أو رضاهم عسى أن تدخل في زمرة من قال الله تعالى فيهم: (وأدخل الذين آمنوا وعلموا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) ٢٤ من سورة إبراهيم. أي بإذن الله تعالى والمدخلون هم الملائكة، وتحييهم الملائكة فيها بالسلام والأمان). (٢) غضبان. أراد أن يتمتع بها كما أمر الله، فعزت نفسها هجرت فراشه ونشزت. ويل لها صلاتها لم تهذب نفسها، ولم تعلمها أن طاعة الزوج واجبة، وهى متاع له وتحت أمره، وعصيانها فجور، وامتناعها باب الشرور. (٣) متقاطعان يشنان غارة الشقاق والتنابذ والخصام وليس في الدين ما يدعو إلى البغضاء فصلاتهما ناقصة لم تظهر ثمرتها في المحبة والصلح لله والود وعدم التقاطع وترك الخصام (يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام) هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الصلح.