(٢) قال الشرقاوي: كلمتان خبر مقدم، وما بعده صفة بعد صفة والمبتدأ سبحان الله، وإن كانا منصوبين على الحكاية فهما في محل رفع، وقدم الخبر ليشوق السامع إلى المبتدأ فيكون أوقع في النفس وأدخل في القبول، لأن الحاصل بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب كقوله: ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر (حبيبتان) المراد محبوبية قائلهما، ومحبة الله تعالى لعبده إيصال الخير له والتكريم، وخص اسم الرحمن لذكره في المكان اللائق به كقوله تعالى: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) (خفيفتان) للين حروفهما وسهولة خروجهما فالنطق بهما سريع (ثقيلتان) حقيقة لكثرة الأجور المدخرة، والحسنات المضاعفة لذاكريهما. فالموزون نفس الكلمات لأن الأعمال تجسم، وقيل صحائفها لحديث البطافة المشهور. ومعنى سبحانه الله: تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص. أي أسبحه متلبساً بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح، والباء للملابسة، وقيل للاستعانة: أي أسبحه بما حمد به نفسه، وقيل للسببية: أي أسبح الله وأثنى عليه بحمده. قال الخطابي: المعنى وبمعونتك التي هي نعمة توجب على حمدك سبحتك لا بحولي وقوتي (سبحان الله العظيم) ليجمع بين مقامي الرجاء من (الرحمن) المنعم المحسن، والخوف من (العظيم) أي من هيبته تعالى، وفي الحديث من علم البديع: المقابلة =