للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من النميمة]

١ - عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


= سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
صاف الكرام فخير من صافيته ... من كان ذا أدب وكان ظريفا
واحذر مؤاخاة اللئيم فإنه ... يبدي القبيح وينكر المعروفا
الاستشهاد بالآيات القرآنية في طرد المنافق الذي يميل إلى الخصام والشقاق ولا يقبل عذراً:
(أ) قال تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد" (٢٠٤ - ٢٠٧ من سورة البقرة).
إن شاهدنا: الأول: صنف من الناس يحب الخصام والشقاق، وهذا بغيض طريد بعيد من رحمة الله تعالى.
الثاني: وآخر يميل إلى المحبة، والسعي إلى الإصلاح، ويطلب الصفاء، وهو في نعيم الله ورضوانه.
(ب) وقال تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين" (١٤ - ١٦ من سورة البقرة). شاهدنا: أولئك الفسقة الطغاة الذين يفسدون ويضمرون العداوة ولا يخلصون لله في نصائحهم.
(جـ) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم" (٢٠٨ - ٢٠٩ من سورة البقرة). (السلم): الاستسلام والطاعة، ولذلك يطلق في الصلح والإسلام، والمعنى استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهراً وباطناً، والخطاب للمنافقين (عزيز): لا يعجزه الانتقام (حكيم): لا ينتقم إلا بالحق. أهـ بيضاوي. إن شاهدنا طلب الانقياد وحب التآلف ونصر آداب الله وتعاليمه، ونبذ التنافر، وترك الشقاق الذي يزيده اشتعالاً الشيطان.
(د) وقال تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم" (٢١٧ من سورة البقرة).
(هـ) وقال تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً" (٢٨ من سورة الفرقان). إن شاهدنا فرط الحسرة وأكل البنان وحرق الأسنان والغيظ والحسرة للتفريط في طاعة الله ورسوله في الحياة الدنيا، ومنها الإصرار على الخصام وعدم قبول الاعتذار من التائب النادم:
من لم يصن نفسه ساءت خليقته ... بكل طبع ردئ غير منتقل
من جالس الوغد والحمقى جنى ندماً ... لنفسه ورمى بالحادث الجلل
دار جار السوء بالصبر وإن ... لم تجد صبراً فما أحلى النقل =

<<  <  ج: ص:  >  >>