للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب التوبة والزهد]

الترغيب في التوبة، والمبادرة بها، وإتباع السيئةِ الحسنة

١ - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ (١) يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ (٢)، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا (٣).

رواه مسلم والنسائي.

٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ. رواه مسلم.

٣ - وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: إِنَّ مِنْ قِبَلِ المغْرِبِ لَبَاباً مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أَرْبَعُونَ عَاماً (٤) أَوْ سَبْعُونَ سَنَةً فَتَحَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ لِلتَّوْبَةِ (٥) يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ فَلاَ يُغْلِقُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ (٦).


(١) ينجلي بالرضوان: ويقبل بعفوه ورحمته، ويفتح أبواب السعادة زمن السحر.
(٢) ليرجع إلى ربه مذنب يومه، كذا سبحانه يقبل توبة من اقترف الذنوب ليلاً ويستمر سبحانه على ذلك حتى تظهر علامات الساعة وقرب يوم القيامة.
(٣) تتغير الشمس، وتطلع من جهة المغرب، وتترك جهة المشرق. كما قال تعالى: [إن عذاب ربك لواقع (٧) ما له من دافع (٨) يوم تمور السماء موراً (٩) وتسير الجبال سيراً (١٠)] من سورة الطور.
[لواقع] لنازل. تمور: تضطرب. وتصير الجبال هباءً، فلا تقبل توبة، وقد عد علماء التوحيد من علامات الساعة طلوع الشمس من مغربها بعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام إلى الأرض: ويحكم بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويكثر الأمن في زمنه، والخصب، والرخاء، والبركة، ويشرق نوره على المنارة البيضاء شرق دمشق وقت صلاة الصبح كذا قالوا. وأول الساعة من النفخة الثانية كما قال تعالى: [لا تأتيكم إلا بغتة]. ثم يخرج المهدي، والدجال، ويأجوج، ومأجوج من السد الذي حجزهم به ذو القرنين، وهم من ولد يافث بن نوح عليه السلام، كذا خروج الدابة كما قال الله تعالى: [وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (٨٢)] من سورة النمل: أي تكلمهم ببطلان الأديان ما عدا دين الإسلام أهـ من كتابي (النهج السعيد في علم التوحيد) ص ١٥٦.
(٤) أي يساوي مسافة سير نحو ٤٠ سنة أو ٧٠ سنة.
(٥) للرجوع إلى الله عز وجل.
(٦) يقرب قيام الساعة كما قال تعالى: [إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب] =

<<  <  ج: ص:  >  >>