فعدم قبول التوبة في حالتين: أ - عند الاحتضار. ب - وعند تغير شروق الشمس: حينئذ تسد أبواب الرحمة، ويخرج دخان الفتن التي تؤذن بالعذاب، وحلول الحساب وابتداء العقاب. نسأل الله السلامة ونتوب إليه جل جلاله، ونستغفر ونحمده سبحانه. (١) قال الله تعالى: [وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (١٥٥)] من سورة الأنعام إلى أن قال جل جلاله: [فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (١٥٧) هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون (١٥٨)] من سورة الأنعام. صدف: أعرض أو صد: فضل وأضل. [الملائكة]: أي ملائكة العذاب، أو ملائكة الموت لقبض روحه. [آيات ربك]: أشراط الساعة. عن حذيفة بن اليمان والبراء بن عازب "كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نتذاكر الساعة. قال: إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان. ودابة الأرض. وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه السلام وناراً تخرج من عدن، فلا ينفع الإيمان عند الاحتضار، أو عند ظهور هذه العلامات. يريد صلى الله عليه وسلم الإسراع إلى الإنابة إلى الله تعالى وتجديد التوبة وعدم التسويف في فعل الصالحات خشية الاحتضار.