للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ (١) مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلأْلأُ. قالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلى أَصْحَابِهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي هذَا حَتَّى يَأْتِيَهُمْ، فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا (٢)، فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هذَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مُسْوَدَّاً وَجْهُهُ، وَيُمَدُّ لَهُ في جِسْمِهِ (٣) سِتُّونَ ذِرَاعاً عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نَارٍ، فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اخْزِهِ، فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ اللهُ، فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هذا. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي في البعث.

فصل

في الحوض والميزان والصراط

٦٣ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ (٤) مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ (٥) مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لاَ يَظْمَأُ أَبَداً.

٦٤ - وفي رواية: حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ (٦)، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ. رواه البخاري ومسلم.

٦٥ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:


= على الحسنات والسيئات، وينصب الميزان وتشخص الأبصار إلى الكتب أتقع في اليمين أو في الشمال. ثم لسان الميزان أيميل إلى جانب السيئات أو إلى جانب الحسنات، وهذه حالة هائلة تطيش فيها عقول الخلائق أهـ ص ٤٤٤.
(١) إكليل يوضع على الرأس.
(٢) لكم التهنئة.
(٣) يمتد طولاً وعرضاً.
(٤) أي مسافة طوله نحو سير شهر بمركب مسرعة.
(٥) أي كثيرة، أي لون شرابه أبيض، وله رائحة ذكية وأكواب جمة، وفي المصباح: الكوب كوز مستدير الرأس لا أذن له، ويقال قدح لا عروة له.
(٦) أي نواحيه واسعة، وهو طويل جداً، وأواني الشرب عديدة ورائحته طيبة أحلى مذاقاً من عسل النحل وماؤه بارد أبيض، شربة منه تزيل الظمأ وتجلب الري. وفي النهج السعيد: الحوض جسم مخصوص كبير متسع الجوانب ترده أمته صلى الله عليه وسلم حين خروجهم من قبورهم عطاشا يكون على الأرض المبدلة البيضاء كالفضة. وأهله من تمسك بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبدلوا ولم يغيروا، ومن لم يتخذ عقيدة غير ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين خروجهم من قبورهم عطاشاً يكون على الأرض المبدلة البيضاء كالفضة. وأهله من تمسك بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبدلوا ولم يغيروا، ومن لم يتخذ عقيدة غير ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أما من غير أو بدل، فإنه يطرد عنه كالمرتد والمخالف لجماعة المسلمين كالخوارج والروافض المعتزلة والظلمة الجائرين، والمعلن بالكبائر المستخف بالمعاصي، وأهل الزيغ والبدع والكفار أهـ ص ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>